كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام 56282210
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
الرب يبارك حياتك
كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام 56282210
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
الرب يبارك حياتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمنتدى الله يحبكأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الصمت
..............
..............
عاشق الصمت


عدد المساهمات : 274
تاريخ التسجيل : 30/10/2008
الموقع : www.godslove.yoo7.com

كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
مُساهمةموضوع: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2009 5:44 pm

هل صُلب المسيح حقاً؟

بقلم فارس القيرواني


المقدمة

ليس الهدف من هذه الدراسة إضرام نار الشحناء بين المسيحيين والمسلمين في عالم موبوء بالبغضاء، والتفرقة، والتَّعصُّب، والعنصرية. إنما أردنا أن نعالج قضية هي في صُلب الخلاف بين المسيحية والإسلام على ضوء المعطيات التاريخيَّة، والدينية والمنطقية بأسلوب يتسم بالجديَّة والموضوعيَّة. ودأبنا في هذا كله خدمة الحقيقة من خلال مخاطبة العقل من ناحية، وتوثيق أواصر اليقين في قلوب المؤمنين من ناحية أخرى. فالصليب في المسيحيَّة هو قضية القضايا، وعلى الإيمان بفداء المسيح المصلوب يتوقف مصير الإنسان في أبديَّته المقبلة.

هذا ما تنادي به المسيحيَّة.
وهذا ما يؤمن به المسيحيون.
أما الإسلام فإنه يتّخذ موقف الرفض المطلق من الصليب، ولا يرى فيه حاجة إلى خلاص الإنسان، اعتماداً على أن التوبة إن اقترنت برحمة الله تضحى كافية لتؤهل التائب، إن كانت تلك هي مشيئة الله، للدخول إلى جنّاته تعالى يتمتّع بما جاء به الوعد في القرآن.

والفارق في هذين الموقفين هو
كالفارق بين الشرق والغرب.
إن المسيحي المؤمن يرى في الصليب وموت المسيح الكفاري الضمان الأكيد للحظوة بالحياة الأبدية. ذلك أن الله قد جسّد محبته ورحمته وعدالته على الصليب. فاليقين هنا مصدره وعد الله إذ قال المسيح:"فكل من يؤمن بي فله حياة أبدية" من غير استثناء. أي إن المؤمن المسيحي الأصيل يدرك يقيناً أنه إذا مات فله حياة أبدية. ولا مجال في هذا اليقين إلى عبارات: "إن شاء الله" أو "إن ذلك يتوقف على رحمته تعالى". ولا يعني هذا أن في وسع المرء أن يرتكب المعاصي، ويجنح للشر، ثم يقول: "لقد ضمنت الحياة الأبدية لأن المسيح قد مات من أجلي ودفع ثمن ما تقدم وما تأخر من ذنبي". إن في هذا القول لبهتاناً عظيماً، إذ على كل من ابتغى الحياة الأبدية أن يعيش على مستوى مطالب المسيح من القداسة ليكون إيمانه بفداء المسيح إيماناً عملياً.
أما الخلاص في الإسلام فهو سعي متواصل لعل المؤمن يحظى فيه برضى ربه، فينعم بجنة الفردوس. هذا السعي يتطلب جهداً قلّما يحالف فيه التوفيق صاحبه. إن العمل في الإسلام ضروري للحصول على الثواب. بينما العمل في المسيحيّة هو من ثمار الإيمان وليس للحصول على الثَواب. فالحياة الأبدية في المسيحيّة قد تأمنت بفضل عملية الفداء المطلقة التي تشمل كل من يؤمن بالمسيح رباً وفادياً ومخلّصاً. هذا هو الشرط. وهو شرط لا مناص منه. ومتى تحقق شرط الإيمان الصادق المخلص يتولد الإثمار الطبيعي. فالزهرة من طبيعتها أن تملأ الفضاء بعبيرها العبق، وكذلك من شأن طبيعة المؤمن المسيحي الحقيقي أن ينتج ثمراً صالحاً حقيقيّاً ليس من أجل ثواب أو مكافأة، أي ليس من أجل الحصول على الحياة الأبدية التي باتت مضمونة مع تحقيق شرط الإيمان، إنما هي تعبير طبيعي عن الحياة الجديدة التي أصبح عليها المؤمن المسيحي.
لهذا عمدنا في هذه الدراسة إلى الاستعانة بكل ما توافر لدينا من وثائق ومراجع معترف بها لإثبات حقيقة الصلب، وأنه حدث تاريخي وقع منذ ألفي عام تقريباً، وأن المصلوب كان حقاً هو المسيح وليس آخر، وأن أي ادّعاء يتعارض مع هذا الواقع هو ادّعاء باطل من أساسه يستنكره التاريخ ويتناقض مع الحقيقة.
ورجاؤنا إلى الله أن يتحرر إخواننا المسلمون من التعصُّب في أثناء مطالعة هذا الكتيّب، وأن يضعوا ما ورد فيه على محك الحقيقة فلا تجرفهم العاطفة إلى إساءة الظنّ في مقولاته، كما أننا لا ندعوهم لموافقتنا إنما نأمل أن تولّد هذه الدراسة شيئاً من التوثيق للبحث عن الحقيقة، حتى لو كانت هذه الحقيقة تخالف ما نشأنا عليه من تربية دينيّة. فلو لم يبذل مؤسّس الإسلام كل جهد في البحث عن الله لبقي كل حياته مشركاً كبقية قومه وقبيلته. وهذا درس علينا أن نتلقّنه جميعاً إن كنا حقاً مخلصين في طلب الحق الإلهي.
والله من وراء القصد.

الفصل الأول: هل صُلب المسيح حقاً؟

إن عقيدة الفداء، أي موت المسيح على الصليب من أجل خلاص الجنس البشري، هي عقيدة جوهرية في صُلب الديانة المسيحيّة. فمبدأ الخلاص قائم في أصله على هذا العمل الفدائي، وهو عمل لم يخطط له البشر، أو يرسم معالمه الناس، إنما هو من صنع الله، وليس للإنسان أي فضل في ذلك.
ولكن موت المسيح على الصليب وبالتالي قيامته في اليوم الثالث من بين الأموات، قضيّة اختلف عليها المسلمون والمسيحيّون منذ نشأة الإسلام، في مطلع القرن السابع الميلادي حتى عصرنا الحاضر. فالمسلمون ينكرون إنكاراً قاطعاً أن المسيح قد صُلب أو حتى مات موتاً طبيعياً (مع العلم أن لفيفاً من العلماء المسلمين يميلون إلى القول إن المسيح قد مات موتاً طبيعيّاً ثم رفعه الله إلى السماء). بينما يصرّ المسيحيّون عن قناعة لا شك فيها أن المسيح قد مات مصلوباً من أجل فداء الإنسان الخاطئ.
إن المسلمين يستهدفون من إنكارهم صلب المسيح إنكار مبدأ الفداء بل حاجة الإنسان إلى مخلص. بينما يرى المسيحيّون أنه لا خلاص من غير سفك دم، أي من غير عمل الكفارة الذي اتخذ شكله النهائي والأبدي على الصليب في شخص المسيح. فالكتاب المقدس في إشارته إلى صلب المسيح يقول:

  • "بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" (الرسالة إلى العبرانيين 9: 22).



    وهو أمر يستنكره المسلمون أشدّ الاستنكار اعتقاداً منهم أنّ التوبة والأعمال الصالحة كافية لخلاص الإنسان من خطاياه، وأنّ الغفران يرتبط ارتباطاً وثيقاً برحمة الله وإرادته ولا علاقة له بعمل المسيح الفدائي على الصليب [1] . كذلك لا يؤمن المسلمون بضرورة وجود وسيط بين الله والناس لأن الإنسان، كما يدّعون يولد بريئاً وأنّ ما يرتكبه من آثام هي أخطاء متولدة عن ضعف الطبيعة البشرية ونقصانها وليس بفعل الطبيعة الساقطة التي ورثها عن آدم. وأودُّ هنا أن أُحيل القارئ إلى كتيّب قيّم بعنوان: "طبيعة الإنسان الساقطة في الإسلام والمسيحية"[2] عمد فيه المؤلف إلى تفنيد هذه الادعاءات تفنيداً جازماً مستعيناً بالمصادر الإسلامية والمسيحيّة على السّواء.
    ولن أحاول هنا أن أعرض بالتفصيل المطول إلى الأسباب القاطعة التي ولّدت قناعة لا يشوبها الشك في إيمان المسيحيين بموت المسيح على الصليب وقيامته في اليوم الثالث، إنما سأُلمح إليها بشيء من الإجمال لأن دراسة مسهبة لمثل هذه الأسباب تقتضي كتاباً وليس كتيّباً.
    (أ) أسباب منطقية

    يعتمد المسلمون في نفيهم الجازم لموت المسيح على آية واحدة واردة في سورة النساء 4: 157:


    • "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً".


    وفي آية 158 يتابع:


    • "بَل رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً".


    وبناءً على هذه الآية اليتيمة التي تنكر موت المسيح - علماً أن هذه الآية بالذات قابلة لتأويلات مختلفة، يجزم المسلمون أن عملية الصلب لم تحدث، وأن قصة موت المسيح وقيامته هي من اختراع المسيحيين الأوائل.
    وهنا لا بد لي أن أتوقف أمام الملاحظات المنطقية التالية:
    أولاً: لو كنت أيها القارئ قاضياً وعرضت عليك قضية مماثلة لقضية موت المسيح على الصليب مدعومة بالوثائق التاريخية التي تكتظُّ بنصوص المحاكمة والحوار الذي جرى ما بين المسيح وبيلاطس الحاكم الروماني، وكذلك نصوص الحوار الذي دار بين المسيح ورؤساء اليهود في مجلس السَّنهدريم؛ ثم عرضت عليك أقوال شهود العيان، وأسماؤهم، مع أسماء الذين حضروا المحاكمة، وتفاصيل الأحداث التي وقعت قبل عملية الصلب، وفي أثنائها والوقائع التي أعقبتها، وكلها مؤيدة بالشواهد التي لا تدع مجالاً للشك، ثم جاء شخص ما، بعد ما يزيد عن ستة قرون ممن لم يشهدوا حادثة الصلب، وبعبارة واحدة لا تسندها أية وثيقة تاريخية أو أثرية وادّعى أن موت المسيح على الصليب لم يحدث، وأن ما نقرأه في الأناجيل عن هذه القصّة من أوهام مسيحيي القرن الأول، فهل تقبل، كقاض عادل، هذا اللغو؟
    يشير Werner Keller في كتابه "The Bible As History" إلى "أن تفاصيل المحاكمة وصدور الحكم والصلب (الواردة) في الأناجيل الأربعة قد تفحَّصها عدد من الباحثين بدقة علمية فتم التأكد من مصداقية وقائعها تاريخياً بكل حذافيرها. كما أن شهود الاتهام الرئيسيين ضد يسوع قد تعرّضوا للتحقيق بصورة غير مباشرة. كذلك فإن المكان الذي صدر منه الحكم قد كشفت عنه الحفريات الأثرية. إن الأحداث المختلفة في سياق المحاكمة يمكن التحقُّق منها من المصادر والبحوث الحديثة"[3].
    قد يقول البعض إن الآية أعلاه هي وحي إلهي ولم تصدر عن محمد بالذات، ومن حيث أن مصدرها هو الله فلا يمكن أن يعتريها خلل أو باطل. إن صحّ هذا الكلام فعلى صاحب القول أن يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها وحي من الله، لأننا نجد أنفسنا هنا أمام حقيقتين صارختين، إحداهما أن بين أيدينا كتابين: القرآن والإنجيل. وكلاهما كما يقول أصحابهما من وحي الله. ولكن أحدهما يناقض الآخر في أهم العقائد الأساسية: فلا بد والحالة هذه أن يكون مصدر أحدهما مخالفاً لمصدر الآخر، أي ليس الله. ولا جدوى من القول بنظرية التحريف والتبديل التي يدعي المسلمون أنها قد أصابت الكتاب المقدس، لأن الدراسات الموضوعية - لا التي تقوم على التكهن والتخيل - التي أجراها العلماء المحدثون قد شهدت على صحة النص الإنجيلي.
    والحقيقة الثانية أن النص الإنجيلي تثبته الوثائق التاريخية والحفريات، بينما لا نجد دليلاً تاريخياً أو أثرياً يؤيد النص القرآني ولا سيما بما يختص بصلب المسيح. وهكذا عندما يكون النص الكتابي مثبتاً بالشواهد التاريخية والأثرية تكون الحقيقة في صالحه وليس في صالح ما يفتقر إلى هذه الشواهد. وكذلك فإن المسيحي يؤمن بأن كتابه موحى به من الله. لهذا فكل نص فيه هو إلهي، ولا سيما إن اقترن بحصيلة كبيرة من النبوءات السابقة التي تحققت بحرفيتها في شخص المسيح. وأمام مثل هذا الحشد من الأدلة يضحى على المعترض مسؤولية تفنيد هذه الوثائق بماهو أصح منها وأثبت، إن وجد لذلك سبيلاً.
    ثانياً: لو كان موت المسيح أسطورة من أساطير الأولين، فلماذا ضحَّى جميع حواريّي المسيح تقريباً، الذين شهد لهم القرآن بالصلاح والأمانة والتقوى، بحياتهم من أجل أسطورة؟ قد يضحّي الإنسان بحياته من أجل غرض نبيل أو اقتناعاً منه بصدق ما يؤمن به، أما أن يضحي بحياته من أجل أكذوبة أو أسطورة فهذا يتعذر حدوثه، ولا سيما إن صدر عن قوم صالحين كمثل حواريي المسيح.
    ثالثاً: كرز الحواريون، منذ موت المسيح وقيامته وحتى آخر لحظة من حياتهم، بإنجيل الخلاص. وكانت كرازتهم، ولا سيما في السنوات الأولى من خدمتهم، بين الأوساط اليهودية التي شهدت مأساة صلب المسيح، وعرفت بقيامته، ولم يجرؤ واحد من اليهود أو حتى من رؤساء الكهنة والفريسيين الذين تآمروا على المسيح أن ينكر على الحواريين حديثهم أو يتّهمهم بالكذب. فالحواريُّ بطرس يقف في أورشليم ولم يكن قد مضى على صعود المسيح إلى السماء إلا عشرة أيام، وعلى بُعد أمتار قليلة من مكان صَلْب المسيح، ويجابه اليهود بقوة وإصرار قائلاً لهم:


    • "وَلكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ... وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللّهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ" (أعمال الرسل 3: 14 و15).


    وفي مكان آخر يقول الحواري بطرس في يوم الخمسين مخاطباً اليهود:


    • "هذَا (أي المسيح) أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ" (أعمال الرسل 2: 23).


    والحقيقة أن العهد الجديد مفعم بكثير من الشهادات المشابهة التي تؤكد على موت المسيح مصلوباً، وأن اليهود المعاصرين للحواريين هم الذين قتلوه. فلو كانت هذه الاتهامات باطلة لأنكرها اليهود إنكاراً كلياً، ولما ضحّى الحواريون بأنفسهم في سبيل أسطورة أو أكذوبة[4].
    رابعاً: ثم هناك أدلة منطقية أخرى لا يسع المرء أن يتجاهلها. ولعل أبرزها تلك الدراما الإنسانية التي كان مسرحها بلاط السنهدريم وبيلاطس وهيرودس، ثم تلك التلة الرهيبة المعروفة في التاريخ بتلة الجلجثة. وقد تناول الباحث البريطاني فرانك موريسون في كتابه: "من دحرج الحجر؟" قصة صلب المسيح وقيامته بعقلية القانوني المتضلع الذي استهدف أن يدحض مزاعم المسيحية، ولكن دراسته أسفرت عن نتائج لم يكن موريسون نفسه يتوقعها. فبدلاً من أن يكون الكتاب تفنيداً لأسطورة الصلب كما كان يعتقد، جاء البحث ليكون وثيقة إثبات صارخة في وجه الرافضين الساخرين[5] .
    وعلينا أن نشير هنا إلى أن الوثائق المتوافرة لدينا تنبر أن محاكمة المسيح استغرقت ليلة بكاملها وشطراً من النهار التالي. وكانت تلك في محضر رؤساء اليهود، ومجلس السنهدريم وهو أعلى سلطة دينية في زمن المسيح. لهذا فإن الاعتقاد الشائع بين المسلمين أن المصلوب لم يكن المسيح بالذات بل شخصاً آخر لعله يهوذا الإسخريوطي، اعتقاد خاطئ من أساسه لم تثبته الوقائع ولا يتفق مع طبيعة الأحداث. ألم يكن في وسع المصلوب البديل في أثناء محاكمته أن يحتج ولو احتجاج الضعيف نافياً أنه المسيح؟ إن الوثائق التي بين أيدينا لم تسجل لنا احتجاجاً واحداً أو شبه احتجاج صدر عن هذا الشبيه! ولا أعتقد أن يهوذا الإسخريوطي - إن كان حقاً هو المصلوب كما يدَّعي المسلمون - يهمل مثل هذه الفرصة الذهبية لإنقاذ نفسه من هذه الميتة الشنيعة.
    وكذلك يسجل لنا الإنجيل موقفاً إنسانياً لا يمكن أن يصدر عن شخص غير المسيح بالذات. ففي الساعات الأخيرة من حياته، وهو ما برح معلقاً على الصليب، نراه بكل محبة يصفح عن قاتليه وأعدائه. وهذا فعل لا يمكن أن يأتيه شخص مثل يهوذا الإسخريوطي الخائن الذي سلم سيده إلى أيدي خصومه الألدّاء.
    وبالإضافة إلى ذلك، علينا أن لا ننسى دور مريم أم المسيح التي ظلت إلى جوار الصليب مع نساء أخريات ورد ذكرهن في الإنجيل، وكذلك شاهد العيان الحواريّ يوحنا الحبيب. هؤلاء شهدوا أحداث الصلب وخاطبهم المسيح في غمرة آلامه الهائلة قائلاً لأمه: "يا امرأة، هوذا ابنك، ثم قال ليوحنا: هوذا أمك". ألم يكن في وسع مريم أم المسيح أن تميز صوت ابنها من صوت الشبيه؟
    ثم هناك قضية هامة مرَّ بها المفسرون المسلمون مرور الكرام، وهي قضية جسد المسيح. لقد زعم المسلمون أن الشبه قد وقع على وجه المسيح ولم يقع على جسده إذ "الوجه وجه عيسى أما جسده فليس بجسده"[6] . وقد جاء هذا القول في معرض تأويل الآية 157 من سورة النساء ولا سيما عبارة:


    • "وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً".


    فإن صح هذا القول، على رغم ما في هذا التأويل من ضعف يستنكره العقل، كيف أخفقت مريم أم المسيح في اكتشاف الفارق بين جسد ابنها وجسد الشبيه؟
    ومن ناحية أخرى يتوافر لدينا دليل ماديّ يتعذر على أي باحث موضوعي تجاهله. فقد ورد في قصة صلب المسيح أن يوسف الرامي ونيقوديموس عضوي السنهدريم اللذين كانا قد آمنا سراً بالمسيح، قد استحصلا على إذن رسمي من الحاكم الروماني بيلاطس البنطي بدفن المسيح في قبر كان قد أعده يوسف الرامي لنفسه. واستطاعا معاً - وربما بمساعدة خدمهما - أن يقوما بجميع مراسيم الدفن كما نصت عليها الشريعة اليهودية، فلو كان المصلوب هو الشبيه، وليس المسيح، كيف لم يستطيعا أن يميّزا بين جسد المسيح وبين جسد الشبيه وهما اللذان قاما بغسله وتطييبه وتكفينه؟ أكان هذا الشبيه مماثلاً للمسيح في طوله، وحجمه ولون بشرته، وما قد يتميز به من خصائص جسدية شخصية؟ والحقيقة إن ما أقدم عليه يوسف الرامي كان إتماماً لنبوءة إشعياء النبي عن المسيح:


    • "وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ" (إشعياء 53: 9).


    وأخيراً إن إيراد ذكر المواقف المخجلة التي ارتكبها حواريو المسيح وما اعتراهم من خوف وجُبن وهربهم أمام أعدائه وتخليهم عنه، وقضية إنكار بطرس لسيده ثلاث مرات لأكبر دليل على صحة قصة الصلب، إذ كيف يمكن للحواريين متى ويوحنا أن يدوّنا هذه التفاصيل المزرية لو لم يكن ذلك بوحي إلهي أمين؟ وهو وحي لا يحابي ولا يتحيّز لأحد. وكيف يمكن لبطرس وسواه من الحواريين أن يقبلوا ما قيل عنهم بالأناجيل لو لم يكن ذلك حقاً وصدقاً؟ إن من طبيعة كُتَّاب السِّير الذاتية أن يستروا معائبهم ويغالوا في إظهار مناقبهم. وهذا لا نراه إطلاقاً في قضية الصلب.
    وفي تعليقه على سورة آل عمران 3: 55 والتي تقول:


    • "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".


    أجمل الفخر الرازي الإشكالات الناجمة عن نظرية الشبيه في ست نقاط. وهي في الواقع إشكالات بالغة الأهمية تقوم على أساس سليم من المنطق. وعندما حاول أن يرد عليها لم يجد جواباً مفحماً يمكن اللجوء إليه في دحضها سوى عرض بعض الآراء التي لا تسعف على شيء.
    ولكي ندرك أهمية هذه الإشكالات التي تولّد في نفس القارئ إحساساً عميقاً بأن الرازي نفسه كان مقتنعاً بها أو يكاد، فإننا سنقتبسها بدقة وأمانة كما أشار إليها المؤلف نفسه، وهي:
    الإشكال الأول: إنّا لو جوَّزنا إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر لزم السفسطة، فإني إذا رأيت ولدي ثم رأيته ثانية فحينئذ أجوّز أن يكون هذا الذي رأيته ثانياً ليس بولدي بل هو إنسان أُلقي شبَهه عليه، وحينئذ يرتفع الأمان على المحسوسات. وأيضاً فالصحابة الذين رأوا محمداً يأمرهم وينهاهم وجب أن لا يعرفوا أنه محمد، لاحتمال أنه أُلقي شبهه على غيره، وذلك يُفضي إلى سقوط الشرائع. وأيضاً فمدار الأمر في الأخبار المتواترة على أن يكون المخبر الأول إنما أخبر عن المحسوس، فإذا جاز وقوع الغلط في المبصرات كان سقوط خبر المتواتر أولى. وبالجملة ففتح هذا الباب أوله سفسطة وآخره إبطال النبوات بالكلية.
    الإشكال الثاني: وهو أن الله تعالى كان قد أمر جبريل عليه السلام بأن يكون معه (مع المسيح) في أكثر الأحوال، هكذا قاله المفسرون في تفسير قوله (إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ). ثم إن طرف جناح واحد من أجنحة جبريل عليه السلام كان يكفي العالم من البشر، فكيف لم يكفِ في منع أولئك اليهود عنه؟ وأيضاً أنه عليه السلام لما كان قادراً على إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء وعلى إسقامهم وإلقاء الزمانة (العاهة) والفلج عليهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له؟
    الإشكال الثالث: إنه تعالى كان قادراً على تخليصه من أولئك الأعداء بأن يرفعه إلى السماء، فما الفائدة في إلقاء شبهه على غيره، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟
    الإشكال الرابع: إنه إذا ألقى شبهه على غيره ثم إنه رُفع بعد ذلك إلى السماء، فالقوم اعتقدوا فيه أنه عيسى مع أنه ما كان عيسى، فهذا كان إلقاءً لهم في الجهل والتلبيس. وهذا لا يليق بحكمة الله تعالى.
    الإشكال الخامس: إن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح عليه السلام، وغلوّهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً ومصلوباً، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر، والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد، ونبوة عيسى، بل في وجودهما، ووجود سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكل ذلك باطل.
    الإشكال السادس: أنه بالتواتر أن المصلوب بقي حياً زماناً طويلاً، فلو لم يكن ذلك عيسى بل كان غيره لأظهر الجزع، ولقال: إني لست بعيسى بل إنما أنا غيره، ولبالغ في تعريف هذا المعنى، ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى، فلما لم يوجد شيء من هذا علمنا أن ليس الأمر على ما ذكرتم. فهذا جملة ما في الموضع من السؤالات.
    أما ردود الرازي على هذه الإشكالات أو الاعتراضات فقد وردت مبتورة تفتقر إلى الحجة والبرهان. ولكي نحافظ على موضوعية البحث رأينا أن نقتبس هذه الردود بحرفيتها لتكون في متناول القارئ وحكمه. قال الرازي:
    الجواب عن الأول: إن كل من أثبت القادر المختار، سلَّم أنه تعالى قادر على أن يخلق إنساناً آخر على صورة زيد مثلاً، ثم إن هذا التصوير لا يوجب الشك المذكور، فكذا القول فيما ذكرتم.
    والجواب عن الثاني: إن جبريل عليه السلام لو دفع الأعداء عنه أو أقدر الله تعالى عيسى عليه السلام على دفع الأعداء عن نفسه لبلغت معجزته إلى حد الإلجاء (أي اضطرار الله إلى إجراء تلك المعجزة)، وذلك غير جائز.
    والجواب عن الثالث: فإنه تعالى لو رفعه إلى السماء وما ألقى شبهه على الغير لبلغت تلك المعجزة إلى حد الإلجاء (أي اضطرار الله إلى إجراء تلك المعجزة).
    والجواب عن الرابع: إن تلامذة عيسى كانوا حاضرين، وكانوا عالمين بكيفية الواقعة، وهم كانوا يزيلون ذلك التلبيس.
    والجواب عن الخامس: إن الحاضرين في ذلك الوقت كانوا قليلين ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم.
    والجواب عن السادس: إن بتقدير أن يكون الذي ألقي شبه عيسى عليه السلام عليه كان مسلماً وقبل ذلك عن عيسى، جائز أن يسكت عن تعريف حقيقة الحال في تلك الواقعة. وبالجملة فالأسئلة التي ذكروها أمور تتطرق الاحتمالات إليها من بعض الوجوه. ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد في كل ما أخبر عنه، امتنع صيرورة هذه الأسئلة المحتملة معارضة للنص القاطع، والله وليّ الهداية.
    كانت هذه هي ردود الشيخ العلامة فخر الدين الرَّازي على قضية هي من أخطر القضايا العقائدية في الحوار بين المسيحية والإسلام. وهي ردود، كما ترى تتسم بالسذاجة، وكأنما أدرك صاحبها مسبقاً تعذر معارضتها أو دحضها فلجأ إلى هذا الأسلوب الملتوي تخلصاً من مجابهة الحقيقة، ولا سيما في عبارته الأخيرة التي كانت سبيله الوحيد للتهرب من الواقع الصارخ، وهي قوله: "ولما ثبت بالمعجز القاطع صدق محمد في كل ما أخبر عنه..."[7].
    وهنا لا يسعنا إلا أن نبحث في ردود الرازي الواهية إيضاحاً للحقيقة، فنقول:
    جواباً عن الرد الأول: أجل، إن الله قادر أن يخلق من الشبه أربعين، كما يقول المثل العامي، ولكن في حالة المسيح هذه لم تكن هناك حاجة لذلك. فالمسيح لم يكن متهرباً من الصلب بل قد جاء في الدرجة الأولى، لفداء الإنسان، وهي مهمة اختارها لنفسه بفعل إرادته الشخصية. فلو تهرّب المسيح من الصّلب حقاً يكون قد تهرّب من المسؤولية التي أخذها على عاتقه، إما جبناً أو لامبالاة. وهذا ليس من شأن أنبياء الله، بل ليس من شأن يسوع المسيح الذي هو كلمة الله. فإذاً لم تكن هناك حاجة لمعجزة الشبه على الإطلاق.
    وجواباً عن الرد الثاني: لم يكن المسيح في حاجة إلى الملاك جبرائيل لينقذه من أيدي أعدائه، لأن المسيح كان قادراً على إنقاذ نفسه من غير معونة أحد. إن معجزاته التي أجراها قبل موته وقيامته كانت تفوق بقوتها عملية الإنقاذ، فيما لو حدثت حقاً. والواقع، كما دونه الإنجيل، لأكبر دليل على سلطانه اللامحدود. فعندما أقدم أعداؤه على الإحاطة به طرحهم أرضاً بكلمة منه، وكان بوسعه آنئذ أن يمضي في طريقه آمناً. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتواطأ فيها اليهود عليه فينسل من بينهم من غير أن يجرؤ أحد منهم على إيذائه. ولكن عندما دنت ساعته أسلم نفسه مختاراً لينجز ما جاء من أجله. إن دفع الأعداء عن نفسه لا يمكن كمعجزة أن يبلغ حد الإلجاء كما يدَّعي الرازي، وكان أجدر به أن يدرس مواقف المسيح في علاقته مع الناس وغرضه من التجسد ليدرك أن غفران الخطايا بموت المسيح على الصليب كان هو السبب الرئيسي لمجيئه وولادته من عذراء.
    وجواباً على الرد الثالث: نقول للرازي: أكان الله حقاً في حاجة إلى إلقاء الشبه على أحد؟ يدَّعي البعض أن عملية الشبه هدفت إلى عقاب يهوذا الإسخريوطي الذي غدر بالمسيح. بيد أن الإنجيل يقدم لنا تقريراً ضافياً عن مصير يهوذا هذا إذ أقدم على الانتحار ندماً على ما جنت يداه. ثم لماذا يبلغ عدم إلقاء الشبه عند رفع المسيح حدّ الإلجاء؟ وما هي الحكمة من وراء ذلك؟ أليس في رفع المسيح أمام اليهود أكبر إثبات لنبوته؟ بل إن رفعه إلى السماء على مرأى من اليهود يزيل مشكلة الشكّ في حقيقة المسيح التي راودت عقول القيادات الدينية اليهودية، وبالتالي يدركون أي خطأ جسيم اقترفوه بحق كلمة الله.
    وجواباً على الرد الرابع: صحيح أن حواريي المسيح وبعض أتباعه كانوا حاضرين في تلك الليلة الرهيبة، وشهدوا ما حدث لسيدهم، وقد رووه لنا بوحي من الروح القدس، مفصَّلاً في صفحات الإنجيل الكريم، فجاءت رواية الإنجيل المؤيدة بالشواهد والوثائق مخالفة تماماً لنص القرآن، وحكايات الحديث، وأوهام المفسرين المسلمين. لقد سجل لنا الحواريون بإرشاد الروح القدس وإلهامه، أحداث الصلب بكل أمانة فلم يغفلوا منها أدق التفاصيل.
    وجواباً عن الرد الخامس نقول: إن الرازي يناقض نفسه بنفسه. ففي رده على الإشكال الرابع يقول: "إن تلاميذ عيسى كانوا حاضرين وكانوا عالمين بكيفية الواقعة وهم يزيلون التلبيس". وها هو الآن يقول إن الحاضرين كانوا قلة "ودخول الشبهة على الجمع القليل جائز والتواتر إذا انتهى في آخر الأمر إلى الجمع القليل لم يكن مفيداً للعلم". عندما وجد الرازي أن الاستشهاد بالحواريين يخدم غرضه لجأ إليهم كشهود عيان في إمكانهم أن يزيلوا التلبيس. ولكن فجأة يصبح هؤلاء الشهود أنفسهم عرضة للوقوع في الشبهة. والواقع أننا لو راجعنا سلسلة الأسانيد في أي حديث صحيح من الأحاديث النبوية لقلَّ أن نجد هناك إثني عشر إسناداً في آن واحد، مع العلم أن الذين شهدوا أحداث الصلب، والذين ظهر لهم المسيح بعد القيامة، وعاينوه يصعد إلى السماء يزيد عددهم عن الخمس مئة شخص. إذاً ما تواتر عن الحواريين هو حقيقة لا يشوبها الشك على الإطلاق.
    وجواباً عن الرد السادس نقول: إن الشبيه (طبقاً للروايات الإسلامية المتباينة) لم يكن مسلماً إلا في خبر واحد. ويميل معظم المفسرين المسلمين للاعتقاد أن الشبيه كان أحد أعداء المسيح، أي لم يكن مسلماً. لهذا من المستبعد جداً أن يعتصم بالصمت فلا يحتج أمام الملأ ويعلن بضراوة أنه ليس المسيح، أو "يسكت عن تعريف الحال في تلك الواقعة". أما اللجوء إلى صدق محمد في كل ما أخبر عنه، فنحن أيضاً نلجأ إلى صدق المسيح وحوارييه في كل ما أخبروا عنه مما لا يدع مجالاً للشك في صحة ما ورد في الإنجيل المعصوم، فضلاً عن الوثائق التاريخية الوثنية والمسيحية المتوافرة لدينا. إن قصة الصلب لا يمكن أن تلغيها عبارة واحدة قابلة للتأويل صدرت بعد ما يزيد عن ستة قرون من وقوع الحادثة.
    كذلك اختلف المفسرون المسلمون في شخصية هذا الشبيه. وتعددت الروايات الخيالية التي حاكها القُصَّاص المسلمون وتلقَّفها من ثم أئمَّة المفسرين من غير تحقيق أو اعتماد أي شاهد تاريخي أو أثري أو أي نص موثوق به، حتى زادت عن سبع روايات. والدليل على ذلك أنه لم يوجد مسلم واحد استطاع أن يقدم برهاناً قاطعاً عن صحة ما رُوي عن حقيقة هذا الشبيه.
    وقد استطاع إسكندر جديد في كتابه "الصّليب في الإنجيل والقرآن" أن يجمع طائفة من هذه الروايات من مظانّها الأصليّة، وهي في مجملها تتناقض في التفاصيل والأسماء وترتيب الأحداث والمناسبة (انظر الصفحات 11-16). ولا عجب في ذلك، فإن مصادرها مختلفة متباينة نسجتها مخيّلات الرُّواة لتعليل عبارة قرآنية أو إثبات قضيّة تتعارض مع تعليم الإنجيل ولو على حساب الحقيقة.
    وتنبئنا المصادر التاريخية أن أسطورة الشبه هذه كما أشار إليها القرآن لم تكن أمراً مستحدثاً، بل سبق لهراطقة المسيحية في القرون الستة الأولى الميلادية أن نادوا بمثل هذه البدعة. فهذه فرقة البازيليديسيين الغنوسية تدّعي أن سمعان القيرواني الذي حمل الصليب عن المسيح عندما أعيا، رضي أن يُصلب عوضاً عن المسيح، فألقى الله عليه شبهه، فصارت هيئته مثل هيئة المسيح وتمَّ صلبه.
    وكذلك قال الدوكيتيون إن المسيح لم يُصلب مطلقاً إنما بدا أو تراءى لليهود أنهم صلبوه. والواقع أن اسم الدوكيتيين مشتق من فعل يوناني معناه "يظهر" أو "يتراءى"، وهو رمز لمجمل عقيدتهم في الصلب.
    ولم تندثر بدعة عدم صلب المسيح في سياق تاريخ الكنيسة بل ظلت تطل برأسها بين الفينة والفينة بين الأوساط المسيحية على أيدي أفراد أو جماعات متفرقة من دعاة المعرفة. ففي سنة 185 م ادّعت طائفة هرطوقية من نسل كهنة طيبة الذين اعتنقوا المسيحية أنه "حاشا للمسيح أن يُصلب، بل رُفع إلى السماء سالماً". وفي سنة 370 م ظهرت إحدى الفرق الغنوسية الهرموسية التي أنكرت صلب المسيح وقالت: "إنه لم يُصلب بل شُبه للناظرين أنهم صلبوه". وفي سنة 520 م فرّ ساويرس أسقف سوريا إلى الإسكندرية فوجد فيها فئة من الفلاسفة يعلّمون أن المسيح لم يُصلب بل شُبه للناس أنهم صلبوه. وفي سنة 560 م أنكر الراهب تيودورس طبيعة المسيح البشرية وبالتالي أنكر صلبه. وفي سنة 610 م شرع الأسقف يوحنا ابن حاكم قبرص ينادي مدعياً بأن المسيح لم يصلب بل شُبه للناظرين أنهم صلبوه[8] .
    ومن جملة الذين نادوا بنظرية الشبيه أيضاً ماني المتنبّئ الفارسي (27 م) فقد ادّعى أن يسوع هو ابن أرملة، وأن الذي صُلب هو ابن أرملة نايين الذي كان المسيح قد أقامه من بين الأموات. ونقرأ في تقليد مَانَوِي آخر أن الشيطان الذي سعى في صلب المسيح وقع في حفرة مؤامرته وصُلب مكانه.
    يتضح من هذا العرض التاريخي الموجز أن بدعتي الشبه وإنكار صلب المسيح، قد أخذهما الإسلام عن الهرطقات المسيحية، ولا سيما أن هذه الهرطقات كانت شائعة في عصر ظهور الإسلام، وفي شبه الجزيرة العربية بالذات، بين الفرق الغنوسية التي لم تقم حجتها على الوقائع التاريخية أو المستندات الرسمية، بل كانت وليدة تصورات شخصية تدور في جوهرها حول طبيعة جسد المسيح[9] . بل إننا نجد أن مجمع القسطنطينية الذي انعقد في سنة 381 م قد أرسل المطران غريغوري النيقي لزيارة الكنائس في العربية والقدس التي انفجرت فيها النزاعات وهددتها الانقسامات[10] .
    خامساً: ولو فرضنا جدلاً أن قصّة الشَّبيه قد حدثت فعلاً فإن ذلك يضفي على الله صفتي الخداع والاحتيال. فالحواريون الذين بشروا بموت المسيح وقيامته يكونون في الواقع قد كرزوا بموت الشبيه وقيامته، وتبعتهم الكنيسةفي ذلك على مدى ستة قرون. هذا الموقف يثير طائفة من الأسئلة التي لا بد من الإجابة عنها، أهمها: من هو مصدر هذا الخداع؟ لماذا لم يكشف الله الحقيقة لحواريي نبيّه ورسوله وتركهم مضَلّين ومضِلّين؟ لماذا سمح الله للبشر أن يستمروا في ضلالهم طوال العصور السابقة للإسلام، ولم يعلن لهم حقيقة المصلوب؟ من هو المسؤول عن ضلال ملايين من النفوس التي آمنت بأكذوبة؟ وما هو ذنب هؤلاء الذين آمنوا بنيّة صادقة بناء على تعاليم الإنجيل الذي بشر به الرسل؟ إن إصبع الاتهام في هذه الحالة يتجه نحو الله عزّ وجلّ. الواقع أن الذين ينادون بقصة الشبيه يجعلون من الله إلهاً مشابهاً في صفاته لآلهة الأساطير اليونانية كزوس وهيرا وأبولو الذين كانوا يتآمرون ويحتالون على بعضهم البعض وعلى الناس أيضاً. ولكننا نعلم يقيناً أن الله القدوس لا يمكن أن يكون مخادعاً محتالاً، لأن ذلك يتناقض مع طبيعته الإلهية. حاشا لله أن يكون محتالاً.
    وهنا أود أن أقتطف مقطعاً من كتيّب جليل هو كتاب "القول الصريح باتّباع دين المسيح" حيث جاء فيه:
    "فالقول إن الذي صُلب هو غيره، هو شبيه به، مخالف للعقل والنقل. أما كونه مخالفاً للعقل فإن إلقاء شبه المسيح على يهوذا أو تهريب المسيح من اليهود يدل على عجز فاعل هذا، والله ليس بعاجز. بل لو أراد الله أن يمنع قصد اليهود لأعجزهم وضربهم بالفشل والهلاك كما ضرب المصريين ومنعهم من أذى موسى وقومه فعبر هؤلاء البحر الأحمر سالمين وأغرق أولئك هم وملكهم كما في (خروج 15: 1)... وأما مسألة التهريب فهي من حيل المجرمين واللصوص لا من فعل الإله العظيم الذي هو على كل شيء قدير. وكذلك في مسألة التهريب تضليل للحكومة التي قامت بالتنفيذ، ولليهود الذين اشتكوا عليه، وللحواريين الذين آمنوا به واتبعوه وعززوه ونصروه بإيمانهم وشهاداتهم، ولأمه مريم وبقية أقربائها الذين حزنوا عليه حزناً شديداً. وحاشا لله أن يكون مخادعاً مضللاً للملايين من أتباع المسيح في كل أجيال الكنيسة. أما كونه مخالفاً للنقل فالتاريخ الروماني سجل الحكم على المسيح وتنفيذه في سجلات الحكومة الرومانية القائمة يومئذ، والتاريخ اليهودي أثبت هذه الحادثة بشهادة رؤساء الكهنة الذين كانوا من ضمن المشتكين عليه. والإنجيل نفسه قرر هذه الحقيقة بالتفصيل الكافي الوافي"[11] .
    سادساً: ومن الأمور التي تسترعي الانتباه في قصة الصلب، حادثة القيامة. إن قيامة المسيح من بين الأموات لم تكن حدثاً عادياً لا أثر له في تاريخ الكنيسة وتطورها، بل على النقيض فإن القيامة هي سرّ استمرارية قوة الكنيسة ونموها المطرد. فإن كان الصلب هو موضوع الخلاص وجوهره فإن القيامة هي سر انتصار الكنيسة وغلبتها الروحية. فالصلب من غير قيامة لا قيمة له، والقيامة من غير صلب لا معنى لها. لهذا رأى الحواريون ومن بعدهم الكنيسة على مرّ العصور، في القيامة، الرمز الأبدي لاستمرارية الكنيسة وصمودها أمام الاضطهادات، والهرطقات وهجوم أصحاب الديانات الأخرى عليها.
    لكن للقيامة بُعداً آخر في الشهادة لموت المسيح. فالمسيح كما شهد الحواريون، بل كما شهد مئات من أتباع المسيح بعد قيامته مباشرة وفي خلال أربعين يوماً، قد ظهر لهم مؤكداً لهم أنه حقاً قد صُلب ثم قام من بين الأموات. ولعل أبرز حدث نستشهد به هو موقف الحواري توما الذي اشتهر بواقعيته وعقلانيته التي تميَّزت بالشَّك. هذا أبى أن يصدّق ما رواه له بقية الحواريين عن ظهور المسيح لهم، وظن كما يبدو أن ما اعتراهم من ألم وحزن على صلب سيدهم وموته قد أثر على عقولهم، لهذا تحداهم قائلاً:


    • "إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لا أُومِنْ" (يوحنا 20: 25).



  • عدل سابقا من قبل عاشق الصمت في الخميس ديسمبر 10, 2009 5:48 pm عدل 1 مرات
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://godslove.yoo7.com
    عاشق الصمت
    ..............
    ..............
    عاشق الصمت


    عدد المساهمات : 274
    تاريخ التسجيل : 30/10/2008
    الموقع : www.godslove.yoo7.com

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 10, 2009 5:47 pm

    وبعد ثمانية أيام فيما كان الحواريون جميعاً مجتمعين في العلِّيّة ومن جملتهم توما، وقد أحكموا إغلاق الأبواب خوفاً من اليهود، ظهر المسيح لهم فجأة ووقف في وسطهم وحيّاهم، ثم التفت نحو الحواري توما وقال له:


    • "هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً" (يوحنا 20: 27).


    هذه الحادثة إن دلّت على شيء إنما تدلُّ على أن قصة صلب المسيح قد تعرضت حقاً للتحقيق والتمحيص حتى بين أوساط الحواريين، وهم أقرب الناس إلى المسيح وأكثرهم ولاء له. فلا يجوز إذاً أن نستخف بما ورد عنها من نصوص كتابية وندّعي، من غير إثبات أو بيّنة، أن قصة صلب المسيح من نسيج تخيلات الأولين، أو نقتبس ما ردده الهراطقة وكأن أقوالهم آيات منزلات.
    (ب) أسباب كتابية

    بعد أن تحدّثنا عن الأسباب المنطقيّة التي تدعونا للإيمان بحقيقة الصلب والتّشبُّث بها، يتحتَّم علينا أن نعتمد نصوص كتابنا المقدس كمرجع أوّلي لهذا البحث، ولا سيما أن القرائن التاريخية والحفريات تدعم وثائق الأسفار.
    أولاً: إن عقيدة الكفارة عن الخطايا لم تكن عقيدة مستحدثة، بل نراها جزءاً لا يتجزأ في جوهر كل الممارسات الدينية حتى في ممارسات الأديان الوثنية. والحقيقة الثابتة أن هذه الممارسات كانت في أساسها ممارسات سليمة سنَّ الله قانونها الأول بعد سقوط آدم وحواء في خطيئة العصيان. فبالرغم من عصيان آدم وعدم اعترافه بخطيئته، أخذ الله حيواناً وسلخ جلده وصنع لهما ثوبين ليستر عورتيهما (سفر التكوين 3: 21). والدارس للفظة "كفارة" أو تكفير يكتشف أن معناها القاموسي هو الستر أو التغطية. وهكذا يلاحظ أن عملية التكفير هي عملية شرّعها الله منذ عهد آدم. وظلت هذه الشعائر قائمة في ممارسة التعبد، فهذا قايين وهابيل يقدمان قرابين لله، فيتقبل الله قربان هابيل لأنه مؤسسٌ على الدم، ويرفض قربان قايين لأنه اعتمد فيه على أعمال يديه. وكذلك كانت قرابين نوح، وإبراهيم، وإسحق ويعقوب قرابين دموية. ثم أصبحت هذه القرابين في عهد موسى، شريعة مكتوبة. وكلها كما أثبت الدارسون كانت رموزاً للذبيحة الكبرى، أي صلب المسيح[12] . وقد أخذت الأمم الوثنية هذه الشعائر عن رجال الله المؤمنين وانتحلتها لآلهتها الوثنية، فشوَّهت معالمها، وإن ظلت القرابين في جوهرها رمزاً للتكفير.
    أما الكفارة في الإسلام فتقوم على الأعمال الصالحة، فالحسنات والصدقات تمحو السيئات. كذلك فإن ممارسات الأركان الخمسة والجهاد في سبيل الله، وتلاوة القرآن، مدعاة إلى غفران الخطايا[13] .ولكن هناك قضية أخرى في الإسلام لا بد من التنويه بها استيفاءً منا للبحث، وهي قضية الفدية. ولعل أبرز إشارة في القرآن لموضوع الفدية نجده في سورة الصافات 37: 107 في معرض الحديث عن قصة تقديم ابن إبراهيم ذبيحة:


    • "وَفَدَيْنَاهُ بِذَبْحٍ عَظِيمٍ".


    ويفسر البيضاوي هذه الآية بقوله: أي بما يُذبح بدله فيتم به الفعل.
    ويورد الرازي في شرحه لهذه الآية حديثاً: ... وقال السدّي: نودي إبراهيم فالتفت فإذا هو بكبش أملح انحطَّ من الجبل فقام عنه (أي: عن ابنه) فأخذه فذبحه وخلّى عن ابنه، وقال: يا بنيَّ اليوم وهبت لي... وقيل سُمِّي (الكبش) عظيماً لعظم قدره حيث قبله الله تعالى فداء عن ولد إبراهيم.
    أما كيف وهب له في ذلك اليوم؟ ذلك لأن الكبش الأملح ذبح فداء عن ابن إبراهيم. وبهذا وهبت له حياة جديدة. كذلك كان الكبش عظيماً، أولاً لأن الله هو الذي أعده، وثانياً لأنه كان رمزاً للذبيحة الكبرى، أي المسيح فادي البشرية جمعاء الذي قال عنه يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا):


    • "هُوَذَا حَمَلُ اللّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ" (يوحنا 1: 29).


    ونقرأ أيضاً في كتاب إحياء علوم الدين للغزالي، ج 1، ص 243 ما يلي:
    "وأما ذبح الهدي فاعلم أنه تقرُّب إلى الله تعالى بحكم الامتثال فأكمل الهدي وارجُ أن يعتق الله بكل جزء منه جزءاً منك من النار، فهكذا ورد الوعد، فكلما كان الهدي أكبر وأجزاؤه أوفر كان فداؤك من النار أعم (الهدي هي الذبيحة التي تقدم إلى الحرم في مكة)".
    وفي مكان آخر يقول الغزالي:
    "وروت عائشة ... أن رسول الله... قال: ما عمل آدمي يوم النحر أحب إلى الله عز وجل من إهراقه دماً، وإنها (أي الضحية) لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأن الدم يقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفساً. وفي الخبر: لكم بكل صوفة من جلدها حسنة، وكل قطرة من دمها حسنة، وإنها لتوضع بالميزان فأبشروا. وقال صلى الله عليه وسلم: استنجدوا هداياكم فإنها مطاياكم يوم القيامة"[14] .
    ثانياً: إن العهد القديم يكتظ بالنبوءات عن موت المسيح وقيامته. ويكفي أن نلقي نظرة على سفر إشعياء، الأصحاح 53: 1-12


    • "مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا، وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟ نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لا صُورَةَ لَهُ وَلا جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلا مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلامِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ".


    حتى ندرك أن أنبياء العهد القديم لم يكونوا يعيشون بمعزل عن توقع هذا الحدث العظيم. ومن حيث أن المجال لا يتسع هنا إلى الإشارة إلى المواضع الوفيرة التي تنبئ عن موت المسيح وآلامه وقيامته فإني أحيل القارئ إلى كتاب قضيّة الصليب للدكتور لبيب ميخائيل[15] .
    ثالثاً: إن المسيح نفسه قد تحدث عن موته وقيامته. والأناجيل مفعمة بالآيات البينات الجازمة التي نطق هو نفسه بها والتي تشير إلى صلبه وآلامه. وفي هذه الحال إما أن يكون المسيح كاذباً عندما تحدث عن موته أو أن يكون مجنوناً اختلط عليه الأمر، أو صادقاً لا ينطق بغير الحق. ولم يوجد أحد قط، حتى من بين أعدائه، من اتهم المسيح بالكذب. وبالطبع، لا يجرؤ أي مسلم أن يتهم المسيح بالكذب أو الجنون. بقي أن نقول إن المسيح كان صادقاً في كل ما بشر به وأخبر عن نفسه. ولا يجدي هنا أن ندعي أن ما ورد من أخبار الإنجيل عن موت المسيح هو من انتحال الحواريين أو سواهم من آباء الكنيسة الأولى للأسباب المذكورة أعلاه في مستهل هذا البحث، ولا سيما أن أتباع المسيح هؤلاء مشهود لهم بالصدق والأمانة. وأكثر من ذلك نجد الحواري يوحنا الذي لازم المسيح منذ صباه يقول في حديثه عن المسيح:


    • "اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا" (يوحنا الاولى 1: 1-2).


    وقد ردد بقية الحواريين مثل هذه الشهادة ولا سيما الحواري بطرس، وهم جميعاً شهود عيان صادقون[16] .
    ولكن أعظم شهادة يمكن أن نقتبسها في سياق هذه الدراسة هي شهادة المسيح لنفسه. فقد تناول المسيح نبوّات العهد القديم وطبقها على نفسه، وعمد إلى تفسيرها تفسيراً لا يترك شائبة ريب في عقول مستمعيه، فنجد عبارات: "لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ... " وهي مقتبسات مأخوذة كلها من العهد القديم، فجاء ذكرها في العهد الجديد، تطبيقاً عملياً للنبوءة الواردة في العهد القديم. وعلى سبيل المثال (راجع يوحنا 19: 24). وها هو المسيح يخاطب حواريّيه قائلاً لهم:


    • "هذَا هُوَ الْكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ، أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ" (لوقا 24: 44-46).


    إن هاتين الآيتين تشتملان على حقيقتين خطيرتين لا بد من الإشارة إليهما قبل الانتقال إلى بحث الوثائق التاريخية. أولهما، أن المسيح في اقتباسه نبوّات العهد القديم، وقوله "إنه ينبغي أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير" قد أكد أن العهد القديم بكامله (باستثناء الأسفار التاريخية) قد أنبأ بمجيئه. ومن الغريب حقاً أن نجد المسلمين يتناولون بعض النبوّات التي اعتمدها المسيح نفسه، وأوضح بما لا يدع مجالاً للشك بأنها تشير مباشرة إليه، وينسبونها إلى محمد. وثانيهما، أن المسيح نفسه، وبعبارة صريحة، بيّن لحوارييّه أنه كان ينبغي عليه أن يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث. هذا اعتراف صارخ يتعذّر على المتشككين إنكاره.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://godslove.yoo7.com
    ????
    زائر
    Anonymous



    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 13, 2009 12:50 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أخي العزيز عاشق الصمت، أشكرك على تعبك في هذا الكتاب الذي أتيت به خصيصا من أجلي، وحتى تثبت لي أن المسيح قد صلب حقا.

    أخي العزيز، بداية أنكر على الكاتب بعض الأشياء، أولها، أن جل استشهاداته كانت من كلام لا نؤمن به نحن المسلمون، فلا يمكنك أن تثبت لي أن الكتاب المقدس كلام الله من آيات الكتاب المقدس نفسها، ولا يمكنك أن تثبت أن المسيح عليه السلام قد صلب حقا من أدلة مكتوبة لا أؤمن بها.

    بالنسبة لرغبة الكاتب بأن يثبت أحد المسلمين له صدق القرآن وأنه حقا كلام الله، فقد كنت كتبت سابقا بهذا المنتدى موضوعا يحتوي على آيات من القرآن تتحدث عن حقائق كونية لا يمكن معرفتها دون أجهزة فلكية حديثة، وطبعا لم تكن هذه الأجهزة متوفرة في زمن الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.

    أما بالنسبة للكم الهائل الذي يطرحه الكاتب من تساؤلات ومن اشتباهات ذكرت في الكتاب المقدس وهو يجبرني أن أصدقها، ويجد أنها لو لم تكن صحيحة فإن الله قد أخفق، فجوابي عليها بسؤال بسيط جدا، هل سمعت يوما بالإنجيل الذي رفضه الفاتيكان؟ الإنجيل الذي وجد مدفونا في روما، لقد رفضه الفاتيكان مع أنه طابق جميع المخطوطات القديمة، إذا فلماذا رفضته الفاتيكان؟؟؟ أجل جوابك الأول صحيح أخي العزيز، فهو إنجيل الحواري "برنابا"، أما جوابك الآخر فهو غير صحيح، فقد كان برنابا حقا أحد تلاميذ عيسى عليه السلام، وقد كتب أنجيلا، وهذا الإنجيل صحيح في محتواه، لكن بسبب صحة أغلب ما كتب في هذا الإنجيل لابد وأن ترفضه الكنيسة، حتى لا تخبر الناس أن الإسلام هو الدين الصحيح بشهادة كتابنا المقدس، وهذا الإنجيل يجيب على كل تساؤلات الكاتب.

    أما بالنسبة لاتهامه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قد جاء بكل حديثه من الهراطقة السيحين الذين خرجوا عن الكنيسة، فهذا أيضا ادعاء لا دليل فيه وإنه فعلا ادعاء كاذب، فالرسول صلى الله عليه وسلم، قبل بعثته لم يكلم أحدا من المسيحين، ولم يكن يحتك بهم احتكاكا دينيا، أما من ادعى بأن سيدتنا خديجة رضي الله عنها كانت مسيحية فأنا أرجوه أن يأتي لي بمصدره على أن لا يكون مصدرا استشراقيا، فخديجة من قريش والكل يعلم أن قريش وسكان الجزيرة العربية جميعا في ذلك الوقت كانوا وثنيين مشركين.

    ولو سرنا على فرضية أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد جاء بكلامه من مسيحيين، فهل أجبره أحد على التحدث عن المسيح؟ كان بإمكانه تجنب الحديث عن المسيح عليه السلام، حتى لا يترك مجالا للشك بأنه نبي لتعارض كلامه بما هو مكتوب بالكتاب المقدس، ألم يكن ذلك أفضل له ولانتشار الدين الذي دعا إليه؟

    أما بالنسبة للحوار مع الرازي، فلا أعتقد أن شخصا مسلما ربما يكون قد عجز حقا عن الرد على بضعة أسئلة يمثل دينا كاملا، فأنا لدي ست مناظرات للشيخ أحمد ديدات رحمه الله وهو يسكت القساوسة الدارسين والحاملين درجات الدكتوراة في علوم الأديان واللهوت وما إلا هنالك مع العلم أنه لم يتجاوز في دراسته المرحلة التكميلية، وإذا أردت لأحضرت لك رابطا يؤدي بك إلى المكان الذي تستخرج منه تلك المناظرات وربما أكثر منها.

    أما بالنسبة لموضوع ذبح كبش الفداء بدلا من ابن إبراهيم عليه السلام، فأظن أن الكاتب العزيز نسي أن يذكر اسم ابن إبراهيم عليه السلام الذي افتداه، هل يسي ذكر ذلك بسبب الاختلاف بين القرآن والإنجيل في هذا الصدد أم بسبب أن الإنجيل يؤكد تناقضه مرة أخرى في قوله أن إسحق عليه السلام هو الذي كان معرضا للذبح، وهذا موضوع سوف أتناوله قريبا كذلك لترى أين يكون التناقض في هذا الموضوع.

    أما بالنسبة لموضوع أن المسيح قد أخبر أتباعه أنه عاد من بعد دفنه بثلاث أيام، فامهلني وسأكتب لك موضوعا كاملا عن الأحداث قبل الصلب وبعده، فكل حدث قبل الصلب يؤكد أنه ما كان يريد أن يصلب، وكل حدث بعد الصلب يؤكد أنه لم يكن هو المصلوب، تحديدا في تشبيهه بمعجزة يونس عليه السلام (يونان).

    تقبل مني أخي العزيز فائق الحب والاحترام

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عاشق الصمت
    ..............
    ..............
    عاشق الصمت


    عدد المساهمات : 274
    تاريخ التسجيل : 30/10/2008
    الموقع : www.godslove.yoo7.com

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 13, 2009 2:15 pm

    ارى ان وجودك هنا ليس لترى ما نقوله وتسمع اجابتنا بل هو عدم اعتراف منك بالانجيل او الكتاب المقدس
    وهذا حقق كما اننا نحن ايضا لا نتعرف بالقران او بانه كلام الله لكثرة ما به من تناقضات والتبسات وتبديل وناسخ ومنسوخ
    اما عن الحقائق العلمية الذى اضحكتنى بها فاعلم يا عزيرى ان العلم اعجز القران اولا
    عن قضية انشقاق القمر اثبت عالم وكالة الفضاء الامريكية ناسا ان القمر لم ينشق فى اى حقبة من حقب التاريخ وكل ما به هو عبارة عن اخاديد مثل مجرى النيل كما لم يذكر اى كتاب فى التاريخ وفى اى حقبة ان القمر انشق كما انه يوجد بعض علماء المسلمين والمفسرين قالوا ان انشقاق القمر سوف يحدث عن اقتراب الساعة وهذه اول معجزة اعجزها العلم ناتى لكلام القران مرة اخرى
    حينما يقول وكسونا العظام لحما
    ممكن تروح تسال عن اى حالة سقوط شوفت عمرك واحدة سقطت هيكل عظمى
    ههههههههه
    العلم اثبت انه الجنين مش بيكون اولا هيكل عظمى ثم يتكسى لحم
    شوفت قرانك والحقائق اللى بتتكلم عنها
    وبعدين احنا بنرد من عقديتنا تقدر انت تثبت انه القمر انشق طبعا هتكدب العلماء وتصدق مجرد كلام مكتوب دون اى دليل
    هو ده المنطق اللى بتفكروا بيه تقدر تثبت انه الجنين بيتكون الاول هيكله العظمى ثم يتكسى لحم مش هتقدر لانه العلم اثبت غير كدة
    بطلوا بقى منطق اللف والدوران والاسلوب الساذج بتاعكم ده
    بقولهالك لاخر مرة احترم قوانين المنتدى عاوز تسال عن سؤال فى المسيحية اهلا بيك
    ليك حرية الاقتناع او عدم الاقتناع لكن بلاش تفند العقيدة المسيحية لانها ومازلت فوق كل العفائد وانا عن انجيل الذى كان مدفون تحت روما ولم يعترفوا به وكان مطابق للانجيل الاصلى فهذه تخاريف تبتدعها من عقلك او يمكن تكون سمعتها من شيوخ الاسلام
    لانه يوجد فى الفاتيكان المخطوطات التى كتبت فى العصور الاولى للمسيحية
    اما عن القران فهل كتب فى زمن محمد هل له مخطوطات اصلة وما رايك ان عثمان بن عفان احرق كل المصاحف وابقى على مصحف واحد
    اذن اين اصلك اين كتبة القران الاصليين اذا كان لا توجد مخطوطات اصلية
    لا تعبث معنا وادرس دينك جيدا حتى لا تضحك الناس عليك
    لهم اعين ولا يبصرون ولهم اذان ولا يسمعون
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://godslove.yoo7.com
    rachidbih




    عدد المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 31/08/2010

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 02, 2010 4:01 pm

    يقول تعالى في كتابه العزيز اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الأسلام دينا
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عاشق الصمت
    ..............
    ..............
    عاشق الصمت


    عدد المساهمات : 274
    تاريخ التسجيل : 30/10/2008
    الموقع : www.godslove.yoo7.com

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 24, 2010 5:55 pm

    اخى الحبيب هو الله قبل ذلك لم يكن اكمل ديانة ولم يرضى بها وبشرئعها فلماذا كان ينزلها ولماذا كان يرسل لها نبى
    اخى الحبيب انت اكتفيت ان تنظر للقران دون ان ترجع للتارخ وكان القران هو اصل التاريخ واصل كل شئ ولكن القران يختلف مع الاديان الاخرى فى التواريح والازمنة والاماكن ويختلف مع التاريخ نفسه اذن فالقران يا حبيبى يجهل التاريخ وعلمه والله اتمم نعمته على البشرية بالاسلام وهل قبل الاسلام لم يوجد نعمة ارجوا لك ان تبحث جيدا وتقرا الكتاب المقدس بعهديه قديم وجديد واقرا الكتب التاريخيه وسوف تجد من يتفق مع التاريخ ومن منهم اقرب للحقيقة
    الرب يبارك حياتك
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://godslove.yoo7.com
    الفقير لله

    الفقير لله


    عدد المساهمات : 8
    تاريخ التسجيل : 27/12/2010

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 27, 2010 8:07 pm

    على ماذا تتجادلون والله انه ما يقول الكاتب باطل اولا لا تعارض بين القران والانجيل فكلاهما من عند الله تعالى وكذلك كل الكتب السماوية كلها من عند الله القران الكريم والانجيل والتوره والزبور اما القران فقد حفظه الله وقد اتاه عن طريق جبريل عليه السلام كما الانبياء عليهم السلام اما الانجيل محرف والله محرف فيه كثير من موضوعات الصليب لا ناصر وولا منصور مثله كمثلا الاصنام التي كان يعبدونها من قبل نحن نعبد الله تعال عيس صلب نعم ولكن صلب من فسد عنه وقد قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً".

    لاحظ انه قال الله تعالى شبه لهم اي مثله الله رجل اخر لعيسى عليه السلام والذي قتل هو شبيه عيسى اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله ونحن له مسلمون اللهم ارنا الحق حقا ورزقنا اتبعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وكلنا ميتون والى وجود للحياة الابديه وقد خلق الله انثنان لا ثالث لهما هو الجنة والنار الجنة التي وعده المتقين بها والنار للذين كفروا وكذبوا والكتاب هذا لا ادله له مبني على نظريات خطاأ لا اصدق من الله تعالى فنحن له عابدون لا نظر الى ذاك ولا ذاك بل نتوجه الى الله تعالى الى عن شيء اخر والسلام على اهل الكتاب ونسأل الله لكم الهدايه مشكور

    السؤال هنا الذي انطق عيسى عليه السلام بالمهد ومنكم من امن ومنكم من كفر وقال المسيح ابن الله وحاشا الله ان يكون له ولد او صاحبه والذي رزق مريم عليها السلام من غير ان يلمسه رجل بقادر على ان يجعل رجل اخر يتشبه بعيسى عليه السلام وانتم تعلمون ذلك حق اليقين ومن الذي قتل عيس المزيف الستم انتم حتى تقضوا لعى دين الذي اتاه الاهو الاسلام انا لا اجادل بل لاني احبكم واريد لكم الهدايه وتمعن في قول الله في سورة مائده ما اجمل كلامه وما اصدقه ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ( 116 ) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ( 117 ) ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( 118 ) وكما قال ي سوره مريم
    بالله عليك يا عاشق النجوم اقرءي وتمعني في هذه الايات الكريمة
    وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا

    فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا

    قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا

    قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا

    قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا

    قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا

    فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا

    فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا

    فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا

    وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا

    فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا

    فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا

    يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا

    فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا

    قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا

    وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا

    وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا

    وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا

    ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ

    مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ

    وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ

    فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ

    أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ

    وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ

    إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ

    وضعتها لكي ايه بعد الاخرى حتى تسمع قول الله والله انا لا نريد لكم الا الاسلام فذاك الكتاب البشر اما هذا فكلام الله عز وجل واتحد صاحب هذا الكتاب بان يأتي بأيه واحده ولن يستطيع
    نسال الله لكي الهدايه
    اخوكم الفقير لله
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    الفقير لله

    الفقير لله


    عدد المساهمات : 8
    تاريخ التسجيل : 27/12/2010

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 27, 2010 8:31 pm

    مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ

    فيكف تقولون انه ابن الله هداكم الله الى الدين الحق
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عاشق الصمت
    ..............
    ..............
    عاشق الصمت


    عدد المساهمات : 274
    تاريخ التسجيل : 30/10/2008
    الموقع : www.godslove.yoo7.com

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالإثنين يناير 03, 2011 12:44 am

    ههههههههههه ااننى اتعجب من كلامك ومن كلام الكثير الذى ليس به اى معنى فالتاريخ وليس الانجيل فقط يشهد عن حادثة صلب المسيح فاذا كان الانجيل محرف اذن هل التاريخ ايضا محرف هههههههههههه
    انك تصتنع قولا من القران الذى دائما يتعارض مع العلم والتاريخ تقولوا انه كلام الله فهل الله لا يعرف الاحداث ولا يعرف التاريخ جيداحتى ينزل ايات تتعارض مع التاريخ
    اخى قضية الصلب مرفوضة فقط فى القران ولكنها مثبتة فى الكتاب المقدس والتاريخ وفى بعض كتاب الاديان الاخرى حتى الاديان الوثنية تكلمت عنها علمت الان اين التحريف
    واما عن بنوة السيد المسيح ولماذا نطلق عليه ابن الله فهناك موضوع فى المنتدى يتحث عن ذلك وهذه ليس بنوة بان الله تزوج وخلف مثلما فى تفكيركم كلمة ابن الله تعبير مجازى مثلما نقول ابن السبيل هل السبيل تزوج الشارع وخلف ولدا
    لا تكونن غبى وجاهل وتقول اشياء لا تددرى بها فابحق اولا ثم تكلم
    الرب ينير طريقكك
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://godslove.yoo7.com
    Loveumygod




    عدد المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 28/07/2011

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالخميس يوليو 28, 2011 5:11 am

    هوا ايه الرساله دى احلها ازاى لو عايز احط مشاركه يا جماعه .؟؟؟
    هذا المنتدى محمي ضد الإشهار التعسفي. لا يُسمح لك بوضع روابط خارجية و ايميلات في مساهماتك.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    عاشق الصمت
    ..............
    ..............
    عاشق الصمت


    عدد المساهمات : 274
    تاريخ التسجيل : 30/10/2008
    الموقع : www.godslove.yoo7.com

    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام   كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام I_icon_minitimeالسبت يوليو 30, 2011 9:22 am

    انت عاوز تحط ايه بالظبط عالمنتدى وعاوز تشارك بايه ؟؟؟؟؟؟؟ ابقى رسالنى عالمنتدى او على الاميل بتاعى هتلاقيه فى البوابة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://godslove.yoo7.com
     
    كتاب اثبات صلب المسيح والرد على الاسلام
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » الدليل القاطع على صلب يَهُوذَا بدل من المسيح
    » هل كان صلب المسيح ضرورة
    » كتاب صعب انك تلاقية
    » اثباتات لاهوت ( الوهية ) الرب يسوع المسيح
    » ما المقصود بقول المسيح (( ابي اعظم مني)؟

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
     :: «°•.¸ :: منتدى الحــــوار :: ¸.•°» :: منتدى شبهات وردود-
    انتقل الى: