السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد.
فهذه قصة مؤثرة جدا، ينفطر لها القلب و تشل لها الجوارح، وما رأيت أصعب من هذه المواقف على إنسان ما، يخسر كل شيء، لكن فجأة ودون أي مقدمات، يجد كل شيء عاد إليه من جديد، يا لها من دراما منطقية، والله لو صوروا هذه القصة على صورة فلم سينيمائي أو مسلسل تلفزيوني كان قد حاز على جائزة تكريمية.
لكني أسأل هذه الفتاة التي مرت بهذه التجربة، أليس من الأولى لك أن صليتي لنفسك حين وجدتي نفسك في هذا الموقف الصعب بعد اكتشافك للحقيقة؟ فالمسيح بحسب روايات الكتاب المقدس التعددة، يقبل دعاء الناس حتى وإن ظلموه أو عصوه، فهو الذي ضحى بنفسه من أجلهم.
إخواني الأعزاء، أنا مسلم، أحب ديني وأحترمه، لكني كذلك أحب الدين المسيحي وأحترمه، ولذلك أطلب منكم عدم إصدار مثل هذه الشائعات التي تسيء للدين الإسلامي، فالدين الإسلامي حاشاه أن يدعو أو أن يقبل بمثل هذه التصرفات، ففي إحدى الأوقات السالفة من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء رجل مسلم يمسك بيدي ابناه ليحتكم معهما إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فهما مسيحيان مسلمان أنفسهما إلى المسيح عليه السلام، وهو أبوهم وخائف عليهم يريدهما أن يسلما مثله، فنزلت من عند الله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم آية تقول : "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" صدق الله العظيم، فإن كان الإسلام رفض أن يجبر الأب أبناءه على الإسلام كرها، فهل يسمح لرجل أن يفعل مثل هذه الفعال القذرة.
الدين الإسلامي معروف في طهارته وعفافه، وأنا لست هنا للحديث عن صحته، بل لأريكم مدى عفة الدين الإسلامي، فقد خرج هذا الدين أكثر من بليون ونصف مسلم لا يتعاطون المسكرات، كما أمر أكثر من بليون ونصف مسلم بعدم القرب من الزنا، وهذه الشهوات لم ينهى عنها الكتاب المقدس، فالمسيح قد حول الماء خمرا، مما يؤيد فكرة شرب المسكرات، وشمشون الجبار ذهب إلى غزة ونظر فيها داعرة ودخل بها، دون أن يرد نص يمنع ذلك أو يعاقب شمشون عليه، فأعتقد أن الإسلام أطهر ما يمكن أن يقال عنه في هذه المجالات.
وإن كانت قصة مشابهة حصلت، فهي ممكن أن تكون غلطة رجل ولا تعكس دينا كاملا وأمة كاملة، لأن المنابر الدينية لا تورط نفسها بمثل تلك القصص، لكني أملك تسجيل لفتاة مسيحية على برنامج المحادثة الأشهر البالتوك تعترف بها بلعب الكنيسة على برامج المحادثة وكيف طلبو منها أن تدعي أنها كانت مسلمة وتعمدت بالكنيسة بدأت تسب على الدين الإسلامي إلى أن هداها الله سبحانه وتعالى، لكني لا أعرض مثل هذه الأمور، لأني لا أحكم على أمة من فعل أشخاص.
إخواني الأعزاء، من أراد منكم أن يعرف الإسلام على حقيقته، فليحاول أن يقرأ عنه من مصادر أمينة قبل أن يحكم عليه، وإن أراد أحدكم أي استفسار كان فأنا جاهز للإيضاح، وإذا أراد أحدكم أن يسب على الدين الإسلامي فلن أرد عليه، بل سأدع المسيح عليه السلام يرد عليه، حيث قال في الكتاب المقدس صلوا للاعنيكم و باركوا أعداءكم، ونحن هنا لسنا بأعداء، بل أنا أعتبر المسيحيين من أقرب الناس لنا حيث قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن المسيحيين: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" سورة المائدة 82
فهذا دليل واضح على أن الإسلام ما كان هدفه في أحد الأيام أن يحارب الديانة المسيحية، بل واعتبرها أقرب الديانات إليه، بالإضافة إلى أن المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس حذر من الكتبة الكذابين وقال أن من يأتي ويعترف بالمسيح فهو من عند الله، كما قال لتلاميذه أنه مازال لديه الكثير يعلمهم إياه، لكنهم لن يفهموه،(سأوافيكم بالإصحاحات قريبا)، وهذا إن دل على شيء لدل على صحة الدين الإسلامي فهو الدين الوحيد غير الدين المسيحي الذي يعترف بالمسيح وبميلاده المعجز،وبأنه كان يحي الموتى بإذن الله، والآن أعود وأرجوكم أن ترفضوا تلك الشائعات التي تسيء إلى الدين الإسلامي مع معرفتكم الكاملة بكذبها لمعرفتكم للأخلاق التي دعا إليها الدين الإسلامي، فنحن المسلمون نرفض رمي الشائعات عن المسيحيين ونتمنى منكم رفض الشائعات كذلك.
شكرا جزيلا لوقتكم الثمين إخواني الأعزاء، وأعتذر جدا عن الإطالة التي سببتهالكم
ولكم مني فائق الإحترام