monmon ........
عدد المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 23/09/2009 العمر : 36 الموقع : https://godslove.yoo7.com
| موضوع: عيد النيروز الإثنين سبتمبر 28, 2009 4:29 pm | |
| لقد انقضى الوقت الذي فيه كان يكال لكل من ينتسب لربنا يسوع أنواع العذابات، من مصادرة أموال وتعذيب لأولاده وبتر لأعضائه أو حرق لجسده... فما حاجتنا اليوم للحديث عن الشهداء والاستشهاد، وما الحاجة لإقامة عيد خاص بالشهداء؟! لست أريد الدخول في جدل عقائدي، ولا تسجيل قصص بطولية أو تاريخ حافل لسير المؤمنين المجاهدين... لكنني أردت أن أؤكد أن الاستشهاد اختيار تقوي يومي يحيا فيه المؤمن، ولو لم يكن له مضطهدون أو أعداء من البشر، ولو كان قاطنًا في دير لا خلطة له بعلمانيين، بل ولو كان راهبًا متوحدًا أو سائحًا لا يلتقي بوجه إنسان... هذا ما هدفت إليه الكنيسة بإقامة عيد النيروز. فالاستشهاد ارتبط في أذهان الكثيرين بمجرد سفك الدم أو مصادرة الأموال أو إثارة الاضطهاد بصورة أو أخرى... والآن ليعطنا الرب فهمًا لندرك مفهوم الاستشهاد من واقع معركة الصليب ذاتها.حرب مع الشيطان ربنا يسوع، قائد الشهداء وربهم، كشف لنا عن أعماق مفهوم الاستشهاد الحقيقي في معركة الصليب فقد وقف اليهود الأشرار يطلبون قتله، وفعلا صُلب، بعدما حكموا على أنفسهم بأنفسهم "دمه علينا وعلى أولادنا". هذه هي معركة الصليب، التي لن يجرؤ أحد أن يبريء اليهود الأشرار منها، هذه المعركة حملت في طياتها حربًا خفية بين الله والشيطان، بين الحب الإلهي والحسد الشيطاني. فيها انتصر الحب الإلهي وانكسر سلطان إبليس وهوت قوة الخطية. فالاستشهاد صورة لمعركة الصليب، يستمد كيانه منه. هو معركة طرفاها الله وعدو الخير، تتم ولو يوجد مضطهدون أو أعداء من الخارج... لأنها حرب غير بشرية، توجد أينما وُجد الإنسان ولو لم يلتق بأحد قط، توجد في داخل الإنسان نفسه. إذن "الاستشهاد هو نصرة على مقاومة الشيطان لعمل الله فينا كأولاد الله له، وهذا ما يؤكده الرسول بولس قائلاً: "الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ، عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أف٦: ١١-١٢). إذن فلنجاهد ضد الشيطان سامعين لصوت الرب "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة" (رؤ ٢: ١٠).الاستشهاد حبقلنا أن الاستشهاد وإن كان قد ارتبط في أذهان الكثيرين بسفك الدم أو احتمال العذابات إلى الموت، لكن كيانه لا يُستمد من المظهر... فالصليب قوته تبرز في الحب الإلهي "هكذا أحب الله العالم حتى بذل...". وهكذا الاستشهاد يتركز فيما يكنه قلب الشهيد من حب منسكب فيه بالروح القدس... حب للسيد المسيح، وحب للبشر حتى مضطهديه من أجل ربنا يسوع الذي قدم ذاته لأجلهم. فبقدر ما يتسع قلب الشهيد يلمع نجمه ويعظم إكليله. أريد أن أردد مع الرسول بولس بأن كثيرين سفكت دمائهم وليس لهم نصيب مع الشهداء ولا حتى أي نصيب في الحياة الأبدية: "وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً" (١كو ١٣: ٣). وكثيرين لم تسفك دمائهم يشاركون الشهداء أكاليلهم. لست بذلك أقلل من شأن احتمال الشهداء للآلام... لكنني أود أن أؤكد أن هناك قوة جبارة دفعتهم لقبول الآلام وهي "الحب"، هذا الذي جعلهم يتقدموا الصفوف بين القديسين. لكنني أود أن أقول، أن هناك من كانت قلوبهم تلتهب حبًا نحو الرب مثل الشهداء، ولم تتح لهم فرصة لسفك دمائهم. مثال ذلك ماسجله التاريخ عن عصر مزدهر بالرهبان تلى عصر الاستشهاد مباشرة، يوم لم تجد القلوب المحبة فرصة لسفك دمائهم فاشتاقوا إلى الموت الاختياري لأجل الرب، فخرجوا جماعات جماعات، بلغوا عشرات الألوف يطلبون العشق الإلهي. لهذا كان القديس مقاريوس الكبير يقول لزائريه تعالوا نزور مكان شهادة الغرباء الصغار أي مكسيموس ودوماديوس... حقًا لقد وثبا إلى مرتبة الشهداء لأنهما وهما شابان وليا العهد، تركا المُلك الأرضي وعاشا في أحضان النعمة أمواتًا عن العالم. وإبراهيم أب الآباء، لم يذبح إسحق ابنه الوحيد الحبيب، لكنه إذ أحب الرب إلى الدرجة التي قبل فيها أن يذبح ابنه محرقة له، وبدأ في التنفيذ، صار إبراهيم مقدمًا له لأجل نيته الجدية العاملة. وبولس الرسول عرف كيف يستشهد كل يوم قائلاً: "من سيفصلنا عن محبة المسيح... من أجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح" (رو ٨: ٣٥-٣٦). فالاستشهاد في جوهره حب عميق متدفق في داخل القلب، لأجله نبحث ونطلب باشتياق آلام وأتعاب من الخارج أو الداخل. فإن كان وقت الاستشهاد قد مضى لكن ما أكثر الصلبان التي يمكن للمؤمن أن يحملها: أسهار، أصوام، أتعاب، تحمل تجارب... بلا تذمر، بل في رضى وشكر وفرح... "اذبحوا ذبائح البرّ" (مز٤: ٥)، "اذبحوا لله حمدًا" (مز ٥٠: ١٤).V هناك أيضًا تقدمات... هي تقديم الشهداء أرواحهم وأجسادهم كرائحة طيب ذكية. وأنت أيضًا تقدر أن تقدم تقدمة كهذه، لأنه وإن كان لم تتح لك فرصة لتقديم جسدك حتى يحترق بالنار، فهناك نار أخرى يمكنك أن تتقدم إليها، مثل الفقر الاختياري. فإن اختار الإنسان ذلك في أيام ترفه ونعيمه، محتملاً المتاعب والمشقات، مميتًا جسده، أما يحسب هذا محرقة؟! ليمت جسدك وليُصلب، فتنال إكليل الاستشهاد أيضًا، ولتدع ذهنك يقوم بما ينجزه سيف المضطهد بالنسبة للشهيد، ولا تدع محبة الاغتناء تحرقك أو تستعبدك، بل احرق هذه الشهوة الشريرة بنار الروح القدس، مزقها إربًا، فهذه تقدمة سامية لا تحتاج إلى كاهن يقدمها. قد يقول قائل: إنه ليس وقت للاستشهاد، فماذا أفعل؟V هل تظن أن الصلب على خشبة فقط هو الذي يوجد الشهيد، فلو كان الأمر هكذا لحرب أيوب من إكليله، لأنه لم يقف أمام محاكمة ولا مضطهد ولا علق على شجرة... لكنه تألم أكثر من شهداء كثيرين. لقد قاسى آلامًا من كل جانب... من جهة ممتلكاته وأولاده وشخصه وبواسطة زوجته وأصدقائه وأعدائه، حتى خدامه استهزؤا به؛ تحمل الجوع والهزء والآلام والمضايقات. لأجل هذا أقول أن أيوب شهيد. هذا وهو لا يماثل شهيد أو اثنين أو ثلاثة بل ألف شهيد، خاصة وأن العصر الذي عاش فيه يكرمه بالأكثر لأنه لم يعاصر الناموس ولا عهد النعمة... القديس يوحنا الذهبي الفم هل تظن أن تقطيع الأعضاء والحرق وحدهما هما استشهاد؟! بل تعب النسك واحتمال الآلام التي من الشيطان والأمراض، من يحتملها بشكر فذلك هو الشهيد. وإلاَّ فما حاجة الرسول أن يكتب: "من أجلك نمات كل النهار" فإن لم يكن بموت في الظاهر، فإنه يحتمل ما يأتي عليه بصبر...V القديس باخوميوس ربما يعترض أحدهم قائلاً: مما... أنني قد تهيأت للاعتراف، وكرست حياتي لاحتمال الآلام بكل قلبي بشجاعة، لكنني حرمت من الاستشهاد...V الله فاحص الكلى والقلوب، العارف بخفايا الأمور، يراك ويكرمك ويزكيك، وإذ يرى ثبات فضائلك يكافئك عنها... فالله الديان يتوج خدامه الذين أعدت أفكارهم (حياتهم) للاعتراف والاستشهاد... فهو لا يرغب في دمنا بل يطلب إيماننا. فليس إبراهيم ولا إسحق ولا يعقوب استشهد أحد منهم، ومع ذلك لهم كرامة إذ استحقوا أن يكونوا الأوائل بين البطاركة... الشهيد كبريانوس في سفر الرؤيا يقول: "ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله" وإذ ذكر هؤلاء الذين استشهدوا أضاف قائلاً: "والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم"، هؤلاء جميعًا قد جمعهم معًا، إذ رآهم في نفس اللحظة وفي نفس الموضع، ويقول "فعاشوا وملكوا مع المسيح" (رؤ ٢٠: ٤-٥). يقول عنهم أنهم عاشوا وملكوا مع المسيح، ليس فقط الذين استشهدوا، بل والذين ثبتوا على الإيمان في خوف الله ولم يعبدوا صورة الوحش ولم يقبلوا سماته المميتة النجسة. (تشجيعه لشعبه في قرطاجنة عندما انتابهم موجة اضطهاد في القرن الثالث الميلادي)V يا لك من كنيسة مطوّبة، تلك التي تشرفت بنور العناية الإلهية في أيامنا هذه حيث صار دم الشهداء ممجدًا!! لقد كانت بيضاء قبل استشهاد هؤلاء، والآن قد صارت رمزية بدم الشهداء. إنه لم يعد ينقصها زهور بيضاء ولا زنابق حمراء. إذن فيلجاهد كل عضو فيها جهاد عظيم لأجل المجد، فينالون أكاليلاً بيضاء بجهادهم (في غير زمن الاستشهاد) أو قرمزية باحتمالهم العذابات. فسيكون في السماء لكل منهم زهوره التي يتمجد بها جنود يسوع. استشهاد باطل على جناح الهيكل، في أقدس مكان على الأرض، وقف الشيطان يحارب الرب... وهو لا زال يحارب أولاد الله حتى قبيل استشهادهم. كأن يبث فيهم روح الكبرياء، فيقبلون على الاستشهاد من أجل حب الظهور وليس حبًا في الرب، أو يبث فيهم روح البغضة لمضطهديهم فيحرمهم من بركات الاستشهاد. وقد جاء أخ راهب متوحد إلى القديس باخوميوس كاشفًا له شهوته للاستشهاد بعد انقضاء وقت الاستشهاد، فعلم القديس بأن الأخ يطلب ذلك شهوة وحبًا للظهور... فطلب إليه ألاَّ يذهب إلى الدير بمفرده، لكنه لم يقتنع. فالتقى به البربر. فلما رأوه طلبوا منه أن يقدم لهم ذبيحة لآلهتهم وإلاَّ قتلوه بالسيوف، فخاف وجحد ربه. قد يعترف الإنسان باسم المسيح حتى سفك الدم أو الإلقاء في النار، ولكن قد يحدث هذا بسبب حب المجد الباطل، فيصير استشهاده باطل. إنه حتى الهراطقة منهم من احتمل بعض المتاعب والآلام بسبب شرورهم وانحرافهم، فتكبروا تحت لواء الاستشهاد، وهم في ذلك يكونون قد اختفوا تحت ثوب خفيف لكي ينهبوا بسهولة، لأنهم ذئاب. إن كان أحد ليس فيه محبة تؤدي إلى الروح الواحد ورباط السلام في الكنيسة الجامعة، بل يساعد على الانقسام... فإنه يقول عنه الرسول: "َإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً" (١كو ١٣: ٣). لنصرخ بروح المحبة، حتى نأتي إلى الميراث الأبدي، محتملين الآلام والعذابات بصبر، ليس بخوف العبيد بل بحب كما يليق بأبناء أحرار. لقاؤنا معهم في المسيح الكنيسة، عروس المسيح، لها روح عريسها الذي لا يسر بمن يكرمه بشفتيه وقلبه مبتعد عنه، إنما يطلب أولاً القلب، وعندئذ يتقبل كل تكريم أو تسبيح أو شكر أو سجود أو إيقاد شمعة... الخ. والكنيسة في إقامتها عيدًا للنيروز، وأعيادًا يومية لتذكار شهدائها وقديسيها، لا تقف عند مجرد التكريم المظهري كإيقاد الشموع وإقامة الحفلات وتزيين صورهم الخ، لكنها تدخل بنا إلى العمق، أن يكون لنا روحهم في العبادة. حقًا إنها تنفذ كلمات عريسها الذي رتب تذكارًا للمرأة التي دهنت قدميه بالطيب الكثير الثمن "الحق أقول لكم حينما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضًا بما فعلته تذكارًا لها" (مت ٢٦: ١٢)، وكلمات أمه "هو منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو ١)... لكنها تطلب من أبنائها المجاهدين تكريمًا لإخوتهم المنتصرين، باقتدائهم بهم في شركتهم مع الرب يسوع وحبهم له، وجهادهم لأجل الإيمان به، متذكرين كلمات الرسول الطوباوي: "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب١٣: ٧). أولاً: حبهم ليسوعرأينا الاستشهاد، أنه وإن ارتبط كثيرًا باحتمال الآلام والعذابات إلى الموت، لكن قوته تنبع من حبهم للرب يسوع، وموتهم عن العالم، وارتفاع قلوبهم عن الأرضيات إلى السماويات وهم بعد في هذا العالم... فالحب الذي دفع الشهداء إلى تقديم أجسادهم للموت هو نفسه الذي دفع الشهيد كبريانوس أسقف قرطاجنة إلى الاختفاء في إحدى فترات الاضطهاد، ليس جبنًا ولا خوفًا على حياته الأرضية ولا هروبًا من الموت، بل بناءً على مشورة ترتليان، إذ خشي أن يثور الشعب ضد المضطهدين إن استشهد أسقفهم، مما يسبب مذبحة هو السبب فيها... وأثناسيوس الرسولي أيضًا اقتدى بالشهداء في حبهم وموتهم عن العالم، محتملاً آلامًا هذه قدرها، محتملاً النفي خمس مرات إذ لم يذق طعم الراحة في الست وأربعين سنة التي مضت ما بين اليوم الذي ارتقى فيه المنصة البطريركية والساعة الأخيرة من حياته في هذه الدنيا . أثناسيوس هذا بدافع الحب هرب من الأريوسيين، ولما انتقدوه أجابهم: وكيف لا يعلمون أن فراري منهم محبة عليهم ". إنه في حبه ليسوع، أحب الكنيسة، فهرب حتى يسند شعبه ضد هرطقة الأريوسيين. ويذكر لنا التاريخ عن القديس يحنس القصير أنه هرب من شيهيت إلى جبل القديس أنطونيوس عند هجوم البربر، ولما سئل أجاب أنه لا يخاف الموت، لكنه لا يقدر أن يرى إنسانًا منهم يهلك بسببه!! فالمسيحي يعيد بعيد النيروز بامتلاء قلبه بمحبة الرب وانشغال فكره طول النهار والليل به... فقدر ما يرتفع قلبه إلى السماويات ويشتاق إلى الأبديات ويهذِ في محبة الرب يكون قد كرم هؤلاء الشهداء!! ثانيًا: اقتناء حكمة الحيات وبساطة الحمام ربط ربنا يسوع الشهادة بالحكمة والبساطة (مت ١٠: ١٦)، الآن يعرض لنا القديس أغسطينوس في إحدى عظاته التي ألقاها في عيد الشهداء هذا الأمر، نقتطف منها بعض الفقرات: "ها أنا أرسلكم كغنم وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت ١٠: ١٦)... إذ تحصلون على بساطة الحمام وحكمة الحية، تكونوا قد بجلتم قداسة الشهداء في رزانة لا في المغالاة الجسدية. مرتلين تسبيحًا لله... فإن صارعنا (روحيًا) حسنًا يكللنا ذلك الذي يكلل هؤلاء الشهداء الذين نتقتدي بهم. إذن فلنسمع نصيحة ذاك الذي وعد بالإكليل، بل الذي دبر أولاً المعركة الروحية، ذاك المشاهد للمناضلين ومعضد لهم في جهادهم الروحي، من أي نوع هو ذلك الصراع الذي وصفه؟! إنه يقول "فكونوا حكمات كالحيات وبسطاء كالحمام" (مت ١٠: ١٦). لذلك يلزمني يا أحبائي أن أوضح لكم هذا بالرغم من أنني تحدثت عنه كثيرًا، وهو ماذا يقصد ببساطة الحمامة وحكمة الحية؟ فإن كانت بساطة الحمامة تبهجنا فماذا نفعل بحكمة الحية مع بساطة الحمامة؟! هذا ما أحبه في الحمامة وهو عدم حقدها. وهذا ما أخافه من الحية وهو سمها. لكن لا تخف منها بالكلية فكما لديها ما تكرهه فيها، فإنه لديها ما تقلده فيها. إذ عندما يشعر الثعبان بشيخوخته، عندما يشعر بثقل السنوات الطويلة يتقلص ويجبر نفسه على الدخول من ثقب ملقيًا بجلده العتيق حتى يخرج إلى حياة جديدة. قلده في هذا أيها المسيحي، إذ تسمع المسيح يقول: "ادخلوا من الباب الضيق" (مت ٧: ١٣). ويحدثنا الرسول بولس قائلاً: "إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد" (كو ٣: ٩)... فعندما تتجرد من الإنسان العتيق تكون قد قلدت حكمة الثعبان. قلده في هذا أيضًا "احفظ رأسك في أمان"... أي احتفظ بالمسيح فيك. أما لاحظتم في قتلكم الثعبان أنه يحفظ رأسه معرضًا كل جسده لضربات المعتدي، فهو لا يرغب أن يضرب ذلك الجزء الذي يعلم أن فيه تكمن حياته. ونحن حياتنا هو المسيح، إذ قال بنفسه: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو١٤: ٦). وفي هذا يقول الرسول أيضًا "رأس كل رجل هو المسيح" (١كو ١١: ١). فمن يحتفظ بالمسيح فيه يحتفظ برأسه لحمايته... أما الحمام فلاحظ كيف يبتهج عندما يكونون في جماعة معًا، فإنهم يطيرون معًا ويأكلون معًا ولا يحبون العزلة. إنهم يبتهجون بالوحدة ويحتفظون بالمحبة. هديرهم، هو صرخات المحبة الواضحة، وبقبلات ينجبون صغارهم. فهم عندما يتنازعون على عششهم، كما نلاحظ غالبًا، فإنه يكون أشبه بنزاع سلمي. فلا ينقسمون بسبب نزاعهم، بل يطيرون معًا ويقتاتون معًا ويظل نزاعهم سلميًا. تأمل نزاع الحمام فيما يقوله الرسول: "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُطِيعُ كَلاَمَنَا بِالرِّسَالَةِ، فَسِمُوا هَذَا وَلاَ تُخَالِطُوهُ لِكَيْ يَخْجَلَ"، أقم المعركة، لكن يلزم أن تكون معركة حمام لا معركة ذئاب، لذلك أردف قائلاً: "وَلَكِنْ لاَ تَحْسِبُوهُ كَعَدُوٍّ، بَلْ أَنْذِرُوهُ كَأَخٍ" (٢تس ٣: ١٤-١٥). إن الحمامة تحب حتى أثناء النزاع، والذئب يكره حتى إن تلطف. القديس أغسطينوس ثالثًا: الشكر في وسط الطريق قد يسأل أحد كيف يمكننا أن نحتمل هذه الأشياء بصبر؟V يمكننا ذلك، إن تقينا أنه بكلمة شكر واحدة نسترد كل ما فقدناه. لأنه إذا تقبلنا كأيوب أخبار التجارب بشكر قائلين "ليكن اسم الرب مباركًا" فإننا نجد غنى عظيمًا... أقول، إن تقديم أيوب من خيراته للفقراء، لم يكن له ثماره مثلما قدم كلمة شكر بلا رياء. القديس يوحنا ذهبي الفم __________________ نقلا عن: الموجة القبطيةالمراجع: عيد النيروز أقدم عيد لأقدم أمة ..للأغنسطس نبيل فاروق -مراجعة و تقديم الأنبا متاؤس 6 نسئ 1723 للشهداء - 11 سبتمبر 2007 ميلاديةالنيروز أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة ...و قد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) = الأنهار و ذلك لأن ذاك الوقت من العام هوميعاد أكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر.. و لما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني و أنطونيوس ) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية .. و لأرتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللم فصارت نيلوس و منها أشتق العرب لفظة النيل العربية ..أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم ) و هو عيد الربيع عند الفرس و منه جاء الخلط من العرب و يقول الأنبا لوكاس المتنيح أسقف منفلوط ..أن النيروز أختصار (نيارو أزمو رووؤو) و هو قرار شعري أيتهالي للخالق لمباركة الأنهار ..
(لاحظ كلمة أزمو التي نستخدمها في التسابيح القبطية مثل الهوس الثالث وتعني سبحوا أو باركوا)و عوضا عن كتابة القرار كامل بنصه أختصروا إلي كلمة واحدة .... توضع فوقها خط لتوحي للقاريء بتكميل الجملة(مثل كلمة أبشويس القبطية )و أصبحت نياروس و معناه الكامل عيد مباركة ألأنهار..أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الأله تحوت أله المعرفة و هو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول و هو مخترع الكتابة و مقسم الزمن .. و قد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام .. مما يعني أن السنة القبطية سنة نجمية و ليس شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي أحتاجت للتعديل الغرغوري و بالتالي لم تتأثر بهذا التعديل و ذلك لأن الشمس تكبر الارض بمليون وثلث مليون مرة و الشعري اليمينية تكبر الشمس ب200مرة مما يعني أنها أكبر من الأرض ب 260 مليون مرة مما يحعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية ..و مع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت و شهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين و تصفيره لحعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية= 1 قبطية =4525 توتية(فرعونية)و من هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء .. حيث كان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم و قد أحتفظ الأقباط بهذه العادة حتي أيامنا فيما يسمونه بالطلعة ..أن عيد النيروز هو أقدم عيد لأقدم أمة ..حارب فيه شهدائنا الظلم و ضحوا بنفوسهم لأجل من أحبهم و لكن ياتري ما هم فاعلين في زمن حول الشيطان حربه ألي حرب داخلية دفاعا عن القيم الروحية بين الأنسان و نفسه و حرب خارجية أشد هوادة متمثلة في المعاناة التي يعيشها المواطن المصري و أهمها أن يشعر أنه غريبا في و طنه ..التقويم القبطى قال هيرودت المؤرخ الإغريقى (قبل الميلاد بحوالى ثلاثة قرون) عن التقويم القبطى (المصرى): [وقد كان قدماء المصريين هم أول من أبتدع حساب السنة وقد قسموها إلى 12 قسماً بحسب ما كان لهم من المعلومات عن النجوم ، ويتضح لى أنهم أحذق من الأغارقة (اليونانيين) ، فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يوماً ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكى يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية] (عن كتاب التقويم وحساب الأبقطى للأستاذ رشدى بهمان). ولقد قسم المصريين (منذ أربعة آلف ومائتى سنة قبل الميلاد) السنة إلى 12 برجا فى ثلاثة فصول (الفيضان-الزراعة-الحصاد) طول كل فصل أربعة شهور ، وقسموا السنة إلى أسابيع وأيام ، وقسموا اليوم إلى 24 ساعة والساعة إلى 60 دقيقة والدقيقة إلى 60 ثانية وقسموا الثانية أيضا إلى 60 قسماً.والسنة فى التقويم القبطى هى سنة نجمية شعرية أى مرتبطة بدورة نجم الشعرى اليمانية (Sirius) وهو ألمع نجم فى مجموعة نجوم كلب الجبار الذى كانوا يراقبون ظهوره الإحتراقى قبل شروق الشمس قبالة أنف أبو الهول التى كانت تحدد موقع ظهور هذا النجم فى يوم عيد الإله الغظيم عندهم ، وهو يوم وصول ماء الفيضان إلى منف (ممفيس) قرب الجيزة.وحسبوا طول السنة (حسب دورة هذا النجم) 365 يوماً ، ولكنهم لاحظوا أن الأعياد الثابتة الهامة عندهم لا تأتى فى موقعها الفلكى إلا مرة كل 1460 سنة ، فقسموا طول السنة 365 على 1460 فوجدوا أن الحاصل هو 4/1 يوم فأضافوا 4/1 يوم إلى طول السنة ليصبح 365 يوماً وربع.أى أضافوا يوماً كاملا لكل رابع سنة ( كبيسة). وهكذا بدأت العياد تقع فى موقعها الفلكى من حيث طول النهار والليل. وحدث هذا التعديل عندما أجتمع علماء الفلك من الكهنة المصريين (قبل الميلاد بحوالى ثلاثة قرون) فى كانوبس Canopus (أبو قير حاليا بجوار الأسكندرية) وأكتشفوا هذا الفرق وقرروا إجراء هذا التعديل فى المرسوم الشهير الذى أصدره بطليموس الثالث وسمى مرسوم كانوبس Canopus . وشهور السنة القبطية هى بالترتيب:توت, بابه, هاتور, كيهك, طوبة, أمشير, برمهات, برمودة, بشنس, بؤونة, أبيب, مسرى ثم الشهر الصغير (النسئ) وهو خمسة أيام فقط (أو ستة أيام فى السنة الكبيسة). ومازالت هذه الشهور مستخدمة فى مصر ليس فقط على المستوى الكنسى بل على المستوى الشعبى أيضاً وخاصة فى الزراعة.ولقد حذف الأقباط كل السنوات التى قبل الأستشهاد وجعلوا هذا التقويم (المصرى) يبدأ بالسنة التى صار فيها دقلديانوس امبراطوراً (عام 284 ميلادية) لأنه عذب وقتل مئات الآلاف من الأقباط , وسمى هذا التقويم بعد ذلك بتقويم الشهداء وهو الأن سنة 1715 للشهداء الأطهار الأصل التاريخى لعيد النيروز الأصلالتاريخى لعيد النيروز
النيروز أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة ...و قد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) = الأنهار و ذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد أكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر.. و لما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني و أنطونيوس ) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية .. و لأرتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللم فصارت نيلوس و منها أشتق العرب لفظة النيل العربية .. أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم ) و هو عيد الربيع عند الفرس و منه جاء الخلط من العرب و يقول الأنبا لوكاس المتنيح أسقف منفلوط ..أن النيروز أختصار (نيارو أزمو رووؤو) و هو قرار شعري أيتهالي للخالق لمباركة الأنهار .. (لاحظ كلمة أزمو التي نستخدمها في التسابيح القبطية مثل الهوس الثالث وتعني سبحوا أو باركوا) و عوضا عن كتابة القرار كامل بنصه أختصروا إلي كلمة واحدة توضع فوقها خط لتوحي للقاريء بتكميل الجملة(مثل كلمة أبشويس القبطية )و أصبحت نياروس و معناه الكامل عيد مباركة ألأنهار.. أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الأله تحوت أله المعرفة و هو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول و هو مخترع الكتابة و مقسم الزمن .. و قد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام .. مما يعني أن السنة القبطية سنة نجمية و ليس شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي أحتاجت للتعديل الغرغوري و بالتالي لم تتأثر بهذا التعديل و ذلك لأن الشمس تكبر الارض بمليون وثلث مليون مرة و الشعري اليمينية تكبر الشمس ب200مرة مما يعني أنها أكبر من الأرض ب 260 مليون مرة مما يحعل السنة النجمية أدق عند المقرنة بالشمسية .. و مع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت و شهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين و تصفيره لحعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية= 1 قبطية =4525 توتية(فرعونية) و من هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء .. حيث كان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم و قد أحتفظ الأقباط بهذه العادة حتي أيامنا فيما يسمونه بالطلعة .. أن عيد النيروز هو أقد عيد لأقدم أمة .. حارب فيه شهدائنا الظلم و ضحوا بنفوسهم لأجل من أحبهم و لكن ياتري ما هم فاعلين في زمن حول الشيطان حربه ألي حرب داخلية دفاعا عن القيم الروحية بين الأنسان و نفسه و حرب خارجية أشد هوادة متمثلة في المعاناة التي يعيشها المواطن المصري و أهمها أن يشعر أنه غريبا في و طنه ..
التقويم القبطى
قال هيرودت المؤرخ الإغريقى (قبل الميلاد بحوالى ثلاثة قرون) عن التقويم القبطى (المصرى): [وقد كان قدماء المصريين هم أول من أبتدع حساب السنة وقد قسموها إلى 12 قسماً بحسب ما كان لهم من المعلومات عن النجوم ، ويتضح لى أنهم أحذق من الأغارقة (اليونانيين) ، فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يوماً ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكى يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية] (عن كتاب التقويم وحساب الأبقطى للأستاذ رشدى بهمان). ولقد قسم المصريين (منذ أربعة آلف ومائتى سنة قبل الميلاد) السنة إلى 12 برجا فى ثلاثة فصول (الفيضان-الزراعة-الحصاد) طول كل فصل أربعة شهور ، وقسموا السنة إلى أسابيع وأيام ، وقسموا اليوم إلى 24 ساعة والساعة إلى 60 دقيقة والدقيقة إلى 60 ثانية وقسموا الثانية أيضا إلى 60 قسماً.والسنة فى التقويم القبطى هى سنة نجمية شعرية أى مرتبطة بدورة نجم الشعرى اليمانية (Sirius) وهو ألمع نجم فى مجموعة نجوم كلب الجبار الذى كانوا يراقبون ظهوره الإحتراقى قبل شروق الشمس قبالة أنف أبو الهول التى كانت تحدد موقع ظهور هذا النجم فى يوم عيد الإله الغظيم عندهم ، وهو يوم وصول ماء الفيضان إلى منف (ممفيس) قرب الجيزة. وحسبوا طول السنة (حسب دورة هذا النجم) 365 يوماً ، ولكنهم لاحظوا أن الأعياد الثابتة الهامة عندهم لا تأتى فى موقعها الفلكى إلا مرة كل 1460 سنة ، فقسموا طول السنة 365 على 1460 فوجدوا أن الحاصل هو 4/1 يوم فأضافوا 4/1 يوم إلى طول السنة ليصبح 365 يوماً وربع. أى أضافوا يوماً كاملا لكل رابع سنة (كبيسة). وهكذا بدأت العياد تقع فى موقعها الفلكى من حيث طول النهار والليل. وحدث هذا التعديل عندما أجتمع علماء الفلك من الكهنة المصريين (قبل الميلاد بحوالى ثلاثة قرون) فى كانوبس Canopus (أبو قير حاليا بجوار الأسكندرية) وأكتشفوا هذا الفرق وقرروا إجراء هذا التعديل فى المرسوم الشهير الذى أصدره بطليموس الثالث وسمى مرسوم كانوبس Canopus .
وشهور السنة القبطية هى بالترتيب: توت, بابه, هاتور, كيهك, طوبة, أمشير, برمهات, برمودة, بشنس, بؤونة, أبيب, مسرى ثم الشهر الصغير (النسئ) وهو خمسة أيام فقط (أو ستة أيام فى السنة الكبيسة). ومازالت هذه الشهور مستخدمة فى مصر ليس فقط على المستوى الكنسى بل على المستوى الشعبى أيضاً وخاصة فى الزراعة. ولقد حذف الأقباط كل السنوات التى قبل الأستشهاد وجعلوا هذا التقويم (المصرى) يبدأ بالسنة التى صار فيها دقلديانوس امبراطوراً (عام 284 ميلادية) لأنه عذب وقتل مئات الآلاف من الأقباط , وسمى هذا التقويم بعد ذلك بتقويم الشهداء وهو الأن سنة 1715 للشهداء الأطهار كل عام و انتم بخير __________________[GLOW="FFFF00"]الأصل التاريخى لعيد النيروز[/GLOW] النيروز أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة ...و قد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية (ني - يارؤو) = الأنهار و ذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد أكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر.. و لما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني و أنطونيوس ) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية ..
و لأرتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللم فصارت نيلوس و منها أشتق العرب لفظة النيل العربية .. أما عن النيروز الفارسية فتعني اليوم الجديد (ني = جديد , روز= يوم ) و هو عيد الربيع عند الفرس و منه جاء الخلط من العرب
و يقول الأنبا لوكاس المتنيح أسقف منفلوط ..أن النيروز أختصار (نيارو أزمو رووؤو) و هو قرار شعري أيتهالي للخالق لمباركة الأنهار .. (لاحظ كلمة أزمو التي نستخدمها في التسابيح القبطية مثل الهوس الثالث وتعني سبحوا أو باركوا) و عوضا عن كتابة القرار كامل بنصه أختصروا إلي كلمة واحدة ( مثل صلعم في العربية ) توضع فوقها خط لتوحي للقاريء بتكميل الجملة(مثل كلمة أبشويس القبطية )و أصبحت نياروس و معناه الكامل عيد مباركة ألأنهار..
أما توت أول شهور السنة القبطية فمشتق من الأله تحوت أله المعرفة و هو حكيم مصري عاش أيام الفرعون مينا الأول و هو مخترع الكتابة و مقسم الزمن .. و قد أختار بداية السنة المصرية مع موسم الفيضان لأنه وجد نجمة الشعري اليمينية تبرق في السماء بوضوح في هذا الوقت من العام .. مما يعني أن السنة القبطية سنة نجمية و ليس شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي أحتاجت للتعديل الغرغوري و بالتالي لم تتأثر بهذا التعديل و ذلك لأن الشمس تكبر الارض بمليون وثلث مليون مرة و الشعري اليمينية تكبر الشمس ب200مرة مما يعني أنها أكبر من الأرض ب 260 مليون مرة مما يحعل السنة النجمية أدق عند المقرنة بالشمسية .. و مع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت و شهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين و تصفيره لحعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =282 ميلادية= 1 قبطية =4525 توتية(فرعونية) و من هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء .. حيث كان في تلك الأيام البعيدة يخرج المسيحيين في هذا التوقيت إلي الأماكن التي دفنوا فيها أجساد الشهداء مخبئة ليذكروهم و قد أحتفظ الأقباط بهذه العادة حتي أيامنا فيما يسمونه بالطلعة .. أن عيد النيروز هو أقد عيد لأقدم أمة .. حارب فيه شهدائنا الظلم و ضحوا بنفوسهم لأجل من أحبهم و لكن ياتري ما هم فاعلين في زمن حول الشيطان حربه ألي حرب داخلية دفاعا عن القيم الروحية بين الأنسان و نفسه و حرب خارجية أشد هوادة متمثلة في المعاناة التي يعيشها المواطن المصري و أهمها أن يشعر أنه غريبا في و طنه ..
المراجع:: عيد النيروز أقدم عيد لأقدم أمة ..للأغنسطس نبيل فاروق - مراجعة و تقديم الأنبا متاؤس __________________التقويم القبطى قال هيرودت المؤرخ الإغريقى (قبل الميلاد بحوالى ثلاثة قرون) عن التقويم القبطى (المصرى): [وقد كان قدماء المصريين هم أول من أبتدع حساب السنة وقد قسموها إلى 12 قسماً بحسب ما كان لهم من المعلومات عن النجوم ، ويتضح لى أنهم أحذق من الأغارقة (اليونانيين) ، فقد كان المصريون يحسبون الشهر ثلاثين يوماً ويضيفون خمسة أيام إلى السنة لكى يدور الفصل ويرجع إلى نقطة البداية] (عن كتاب التقويم وحساب الأبقطى للأستاذ رشدى بهمان). ولقد قسم المصريين (منذ أربعة آلف ومائتى سنة قبل الميلاد) السنة إلى 12 برجا فى ثلاثة فصول (الفيضان-الزراعة-الحصاد) طول كل فصل أربعة شهور ، وقسموا السنة إلى أسابيع وأيام ، وقسموا اليوم إلى 24 ساعة والساعة إلى 60 دقيقة والدقيقة إلى 60 ثانية وقسموا الثانية أيضا إلى 60 قسماً.والسنة فى التقويم القبطى هى سنة نجمية شعرية أى مرتبطة بدورة نجم الشعرى اليمانية (Sirius) وهو ألمع نجم فى مجموعة نجوم كلب الجبار الذى كانوا يراقبون ظهوره الإحتراقى قبل شروق الشمس قبالة أنف أبو الهول التى كانت تحدد موقع ظهور هذا النجم فى يوم عيد الإله الغظيم عندهم ، وهو يوم وصول ماء الفيضان إلى منف (ممفيس) قرب الجيزة. وحسبوا طول السنة (حسب دورة هذا النجم) 365 يوماً ، ولكنهم لاحظوا أن الأعياد الثابتة الهامة عندهم لا تأتى فى موقعها الفلكى إلا مرة كل 1460 سنة ، فقسموا طول السنة 365 على 1460 فوجدوا أن الحاصل هو 4/1 يوم فأضافوا 4/1 يوم إلى طول السنة ليصبح 365 يوماً وربع. أى أضافوا يوماً كاملا لكل رابع سنة (كبيسة). وهكذا بدأت العياد تقع فى موقعها الفلكى من حيث طول النهار والليل. وحدث هذا التعديل عندما أجتمع علماء الفلك من الكهنة المصريين (قبل الميلاد بحوالى ثلاثة قرون) فى كانوبس Canopus (أبو قير حاليا بجوار الأسكندرية) وأكتشفوا هذا الفرق وقرروا إجراء هذا التعديل فى المرسوم الشهير الذى أصدره بطليموس الثالث وسمى مرسوم كانوبس Canopus .
وشهور السنة القبطية هى بالترتيب: توت, بابه, هاتور, كيهك, طوبة, أمشير, برمهات, برمودة, بشنس, بؤونة, أبيب, مسرى ثم الشهر الصغير (النسئ) وهو خمسة أيام فقط (أو ستة أيام فى السنة الكبيسة). ومازالت هذه الشهور مستخدمة فى مصر ليس فقط على المستوى الكنسى بل على المستوى الشعبى أيضاً وخاصة فى الزراعة. ولقد حذف الأقباط كل السنوات التى قبل الأستشهاد وجعلوا هذا التقويم (المصرى) يبدأ بالسنة التى صار فيها دقلديانوس امبراطوراً (عام 284 ميلادية) لأنه عذب وقتل مئات الآلاف من الأقباط , وسمى هذا التقويم بعد ذلك بتقويم الشهداء وهو الأن سنة 1715 للشهداء الأطهار.__________________ | |
|
f_church ........
عدد المساهمات : 77 تاريخ التسجيل : 16/09/2009
| موضوع: رد: عيد النيروز الإثنين سبتمبر 28, 2009 4:59 pm | |
| شكرا لتعب محبتك ربنا يعوض تعب المحبة الله يبارك حياتك عى هذه المعلومات | |
|