[center][b] موجز مختصر عن الإسلام
"الإسلام" هو المصطلح المناسب للدين الذي كشف عنه محمد في الجزيرة العربية في أوائل القرن السادس. "الإسلام" يعني "التسليم" (لإرادة الله). يدعى أتباع هذه الديانة مسلمون ("الشخص الذي يسلم")، (غالبا ما يرى المرء كلمة "مسلم"). العرب هم أسلاف إسماعيل، لذلك يزعم الإسلام أنه تجديد لدين إبراهيم القديم باقتفاء أثره من خلال إسماعيل.
ولد محمد في مكة، الجزيرة العربية، حوالي سنة ٥٧٠ بعد الميلاد. تيتم في سن مبكر، فأنشأه جده ثم عمه. كان من عائلة أرستقراطية ذات نفوذ. نشأ في وقت يعم فيه الشك والاضطراب الديني والسياسي. تزوج في سن الخامسة والعشرين من أرملة غنية في الأربعين من العمر تدعى خديجة.
بدأ يدعي في سن الأربعين رؤية أحلام وتلقي إيحاءات لم يكن واثقا من مصدرها. قام بتلاوة نصوص هذه الإيحاءات إلى أشخاص آخرين أخذوا في تدوينها. أقنعته زوجته أن هذه هي رسالة من الله، كما يؤمن المسلمون اليوم. لكن غير المسلمين يعتقدون أنه اكتسب حماسة دينية عميقة، بسبب اهتمامه باحتياجات قومه، إلى حد أنه رأى أحلاما حول الدين وعزاها إلى الله.
رفضه أهالي مكة في بادئ الأمر، ففر إلى المدينة المنورة، حيث أصبح قائدا دينيا وسياسيا. نجح في الحصول على الموارد المالية وهداية الناس إلى الإسلام عن طريق سلسلة من المعارك العنيفة. عاد إلى مكة في آخر الأمر واستولى عليها بالقوة.
عندما مات في سن ٦٣ـ ٦٥، نشأ صراع حول السلطة فيما يتعلق باختيار خليفة له. أدى ذلك إلى نشوء عدة طوائف، من أبرزها طائفتا المسلمين السنة والمسلمين الشيعة. سوف نتأمل المسلمين السنة بالدرجة الأولى (حيث يمثلون المجموعة الكبرى)، على أن الكثير من النقاط تنطبق على أشكال الإسلام الأخرى. مع ذلك، ينبغي علينا أن نتذكر أن هناك اختلافات واسعة بين المسلمين، تماما كما هو الحال بين أولئك الذين يدعون أنهم مسيحيين.
علاقة الإسلام باليهودية وبشارة المسيح
تزعم الأديان الثلاثة أنها تؤمن بنفس الإله، إله إبراهيم، كما يكشف عنه العهد القديم. يدعي المسلمون عموما أن "الله" هو الاسم الذي يطلقونه على إله الإنجيل. ولكن، توجد اختلافات هامة فيما يتعلق بنظرة هذه الأديان إلى يسوع المسيح.
نشأت الأديان الثلاثة من خلال العمل الفردي لأنبياء بارزين. كشف موسى عن العقيدة اليهودية، ويسوع عن المسيحية، ومحمد عن الإسلامية. يعترف الإسلام بكل من موسى ويسوع كأنبياء (بالإضافة إلى أنبياء آخرين من الكتاب المقدس)، لكنه يدعي أن محمدا كان خاتمة الأنبياء وأن وحيه يتفوق على وحي كل من موسى ويسوع.
يستندون جميعا إلى وحي مكتوب يزعمون أنه معصوم من الخطأ وبإلهام من الله. يقبل اليهود بالعهد القديم فقط، والمسيحيون بالعهد الجديد بالإضافة إلى القديم، ويقبل المسلمون بالقرآن (لديهم أيضا احترام كبير للأعراف الإسلامية). مثلما يؤمن المسيحيون أن العهد القديم هو من وحي الله لكن العهد الجديد قد حل محله، كذلك يؤمن المسلمون أن العهدين القديم والجديد هما من وحي الله لكن القرآن قد حل محل الاثنين على حد سواء.
لهذه الأسباب توجد الكثير من أوجه الشبه بين اليهودية، البشارة، والإسلام. مع ذلك، سوف نرى أن هناك اختلافات جوهرية بينهم أيضا.