الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات  56282210
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
الرب يبارك حياتك
الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات  56282210
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا

او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
الرب يبارك حياتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمنتدى الله يحبكأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
قل هو الله أحد




عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 08/07/2011

الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات  Empty
مُساهمةموضوع: الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات    الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات  I_icon_minitimeالأحد يوليو 17, 2011 1:53 pm

بسم الله الرحمن الرحيم..
وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين
النبي الطاهر المبعوث رحمة للعالمين..
وعلى آله الطيبن المطيبين الطاهرين..
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..

OoO( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته )OoO
إلى كل من قال أن هنالك متناقضات في القرآن الكريم
وأقول مستعيناً بالله:
اعلموا – رحمكم الله – بأن الله قد تعهد لنفسه حفظ الكتاب،
فقال عز من قائل:
" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "
[ الحجر : 9 ]
وقال جل ثناؤه:
" إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ "
[ الواقعة : 77 \ 78 ]
وقال تبارك وتعالى:
" لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ "
[ فصلت : 42 ]
وقال سبحانه:
" ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ "
[ البقرة : 2 ]

وبعد أن حفظه الله، تحدى البشر بأن يأتوا بحديث مثله،
فقال تبارك وتعالى:
" فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ "
[ الطور : 34 ]
وقال جل من قائل:
" قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا "
[ الإسراء : 88 ]
وقال الرحمن:
" وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ "
[ البقرة : 23 ]

قد يقول قائل:
هذا ما ورد في القرآن بأن الله قد تكفل بحفظ القرآن، ولكن ما الدليل أن الله تعالى قد تكفل " فعلاً " بالقرآن؟
فالنصارى ورد في كتابهم المقدس في إنجيل مرقس [ 13 : 30 \ 31 ]:
" اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ. "
وهذا اثبات من السيد المسيح بأن الكتاب المقدس محفوظ من التحريف، ولكن المسلمين يؤمنون ويعتقدون بأن الكتب المتداولة الآن بين يدي أهل الكتاب محرفة !

وأقول مستعيناً بالله:
لنرجع إلى الآية التي ذكرتها، ولنعرض السياق الذي أتت به:
" " وَأَمَّا فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بَعْدَ ذلِكَ الضِّيقِ، فَالشَّمْسُ تُظْلِمُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَنُجُومُ السَّمَاءِ تَتَسَاقَطُ، وَالْقُوَّاتُ الَّتِي فِي السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ يُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي سَحَابٍ بِقُوَّةٍ كَثِيرَةٍ وَمَجْدٍ ، فَيُرْسِلُ حِينَئِذٍ مَلاَئِكَتَهُ وَيَجْمَعُ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ، مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلَى أَقْصَاءِ السَّمَاءِ....
اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَمْضِي هذَا الْجِيلُ حَتَّى يَكُونَ هذَا كُلُّهُ. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ، وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ "
انتبه معي إلى كلمة " لا يمضي هذا الجيل "،
أي أن القيامة ستحدث في الجيل الذي تحدث فيه السيد المسيح...

وها قد مضت ألفا عام، ومئات الأجيال، ولم تقم القيامة، ولم يظهر المسيح بعد في مجده...
نحن نؤمن بأن القيامة ستحدث، ولكن تحديدها في إنجيل مرقس " هذا الجيل " أمر غير صحيح، وأثبت الزمن بطلانه..

ولكننا لا نرى بطلان الآيات في القرآن الكريم، بل على العكس تماماً،
فهو موافق لكل ما نشاهده من التقدم في العلوم الحضارية والفلكية، وعلوم البحار وجيولوجية الأرض وما إلى هنالك..

يمكنك الإطلاع على موقع : www.55a.net لتفهم ما أرمي إليه من الإعجاز العلمي في القرآن..

زد على ذلك..
ائت بقرآن من بلاد الشام، وآخر من مصر، وآخر من اليمن، وقارنهم مع بعض..
ستجد أن الآية الأولى في سورة القمر في كلِ من تلك المصاحف " اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ "

أما ما يحدث من اختلاف في المصاحف الأنجليزية والإيرانية وغيرها من اللغات،
فهذا يرجع إلى الترجمة، وتحميل الكلمة أكثر من معنى..
وإن حدث مثل هذا الاختلاف،
فإن المرد والمرجع إلى الكتاب الأصلي " القرآن الكريم باللغة العربية "، فهو الحاكم والفاصل في مثل هذا الموقف..

وأريد أن أنبه.. بأن ترجمة القرآن لا يعد قرآناً، كما أجمع عليه أئمة المسلمين،
مما يترتب عليه بطلان الصلاة إن قرأت بها الترجمة... وجواز مس الكافر للترجمة!


وفي هذا الطرح، سأورد " مستعيناً بالله " 32 تناقض " أو لنقل شبهة "، قد امتلأت بها المواقع المسيئة للإسلام، وتناقلتها وتلقفتها فيما بينها، وكأنهم مجمعين عليها..
وهذا منقول من جهد شخص مبارك نذر نفسه للرد على هذه المواضيع الأثمه
جزاه الله خير الجزاء ونفع به الإسلام والمسلمين
قبل أن أبدأ.. أحب أن ألقي الضوء على بقعة:
اعلم أن هذا القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة رجالٍ وبين ظهراني قوم ، وكانوا أحرص الخلق على أن يجدوا فيه مغمزاً، وعليه مطعناً، فلو كان هذا عندهم مناقضة لعلّقوا به وأسرعوا بالرد عليه.
فما يفعله أعداء الإسلام اليوم من ادعاء وجود أخطاء لغوية ونحوية ليست في شيء من الصحة..
وإنما هي شبهات وافتراءات " كما ستشاهدون معي " حتى يزرعوا الشكوك بين الضعاف من المسلمين..

بسم الله وعلى بركة الله أبدأ:

التناقض ( 1 ) :
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
[ البقرة : 29 ]
" أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أم السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا ما ءهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ "
[ النازعات : 27 \ 33 ]
في الآية الأولى: خلق الله الأرض ثم صعد إلى السماء فخلقها..
أما الآية الثانية: فقد خلق السماء ثم هبط إلى الأرض فدحاها..
فما الصحيح يا ترى ، أم إن الرّب نسى أجندة أعماله وترتيب أولوياته …!

الرد:

يبدو أن الأخ متحمس جداً في سرده للشبهة، ونسي بأن التحمس الزائد يوقعه في أخطاء كثيرة...
لنعيد قراءة الآيات بتأن وبتدبر مرة أخرى:
" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "
[ البقرة : 29 ]

وفي سورة فصلت أيضاً:
" قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ "
[ فصلت : 9 \ 12 ]

ونعد الآن إلى سورة النازعات:
" أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أم السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا ما ءهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ "
[ النازعات : 27 \ 33 ]

وسترى معي الخطأ الذي تسرع به الأخ..
فقد خلط خلطاً عظيماً بين كلمة " خلق " وبين كلمة " دحا "، والواضح أنه لم يطلع على تفسير تلك الكلمة " دحا "

المعروف أن الخلق هو الإيجاد من العدم..
أما الدحو فهو معنى البسط، ولا يكون البسط إلا لشيء قد وجد سابقاً..

وبذلك فيكون ترتيب الخلق من الآيات كالتالي:
1- " خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرضِ جَمِيعاً "
2- " وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا "
3- " ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ "
4- " وَالأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا "
5- " أَخْرَجَ مِنْهَا ما ءهَا وَمَرْعَاهَا "

بعد أن خلق الله الأرض، قدر فيها أرزاق العباد، ثم صعد إلى السماء وقضاهن سبع سماوات في يومين،
ثم عاد إلى الأرض ليبسطها ويمهدها، ويخرج منها المياه والمرعى ويرسي عليها الجبال..
ولهذا القول ذهب إليه ابن عباس وابن عاشور في كتاب " التحرير والتنوير "

وبذلك نجد بأنه لا يوجد أي تناقض بين الآيات، سوا أن الأخ قد غفل عن تفسير كلمة " دحا " !


***


التناقض ( 2 ) :
" يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ "
[ السجدة : 5 ]
" تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "
[ المعارج : 4 ]
ألف سنة أم خمسون ألف …؟؟؟

الرد:

هذه الشبهة لا يكاد يخلو منها موقع يهاجم القرآن وأهله، ونقرأها في جميع كتب ومقالات الشبه حول القرآن...
وقد رد عليها الشيخ صبرى عسكر في محاضرة بغرفة " الرد علي شبهات النصارى " بالبال توك،
أورد رده مختصراً:
بأن الأيام عند الله مخلتفة، وأن يوم القيامة يوم مخصوص خص الله ذكره في سورة المعارج، وخص مدته:
" تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ "
أما في قوله تعالى:
" يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ "
فهي طول سائر الأيام عند الله تعالى، ألف سنة مما نعد كيوم واحد عند الله.

ومعلوم أن الأيام على الكواكب تختلف بحسب حجمها وحركتها،
فما الذي يمنع أن يكون يوم القيامة أطول من سائر الأيام.


***


التناقض ( 3 ) :
" وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ "
[ الأنبياء : 30 ]
" وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نَارٍ"
[ الرحمن : 15 ]
" قَالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ "
[ الأعراف : 12 ]
،
ولكن باعتبار أن الجان من الكائنات الحية، فهل خلقها الله من ماء أم من نار كما ذكر في الآية الثانية والثالثة؟؟؟
وكما نعلم فالنار والماء لا يمتزجان ولا يجتمعان ، وهذا تناقض واضح .

الرد:

صيغ العموم في اللغة العربية ليست دائما على إطلاق عمومها ، فقد تكون مخصوصة، بل قال أهل العلم : إن أكثر عمومات القرآن مخصوصة !!.
وقد جاءت صيغة العموم ( كل ) في بعض الآيات ، ولم تدل على العموم المطلق،

وذلك في قوله تعالى عن الريح التي أرسلها لإهلاك قوم عاد :
" تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ "
[ الأحقاف : 25 ]
ومن المعلوم أن الريح لم تدمر السماء ولا حتى المساكن
وقوله تعالى عن ملكة سبأ :
" إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ "
[ النمل : 23 ]
وعرفنا أن ملكة سبأ لم تؤت ما أوتيه النبي سليمان عليه السلام .
وقوله تعالى:
" هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ "
[ القصص : 88 ]
ونعلم بأن الحور العين والولدان المخلدون والجنة والنار لا يهلكون ولا يفنون !

وعلى هذا ينبغي فهم صيغ العموم في القرآن ، لأنه نزل بلسان عربي مبين ، والعرب تطلق صيغ العموم كثيرا ، وهي تعلم أن ثمة بعض المخصوصات .
فكذلك قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )
ينبغي تخصيصه بالملائكة ، فإنها قد خلقت من نور ، ولا تحتاج إلى الماء ، ويبقى الجن أيضا في دائرة احتمال التخصيص .

وبهذا يظهر التوافق وعدم التناقض بين الآيات .

يقول الألوسي في "روح المعاني" (7/36) :
" ولا بد من تخصيص العام ، لأن الملائكة عليهم السلام وكذا الجن أحياء ، وليسوا مخلوقين من الماء "
انتهى .
وانظر "البحر المحيط" لأبي حيان (8/327) .


***

التناقض ( 4 ):
" إِذْ قَالَ مُوسَى لأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ "
[ القصص : 6 \ 8 ]
" فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بَأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّـكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الوَادِ الأَيْمَنِ فِي البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ "
[ القصص : 29 \ 30 ]
"وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي "
[ طه : 9 \ 14 ]

وهنا نجد التناقض في أقوال موسى لأهله رغم أن الموقف والحال واحد :
" إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " [ النمل : 7 ]
" إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى" [ طه : 10 ]
" إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّـكُمْ تَصْطَلُونَ " [ القصص : 29 ]

الرد:

من بلاغة القرآن الكريم بأنه لا يسرد لك القصة بالتفاصيل المملة كما تسردها " الكتاب المحرفه " لديهم!
وإنما هدف الطرح هو بيان ما حدث والعبرة وأخذ الموعظة منها.

ويبدو أن الأخ قد نسي وترك الهدف من هذا الاختلاف الذي يراه...

فمن البلاغة والتحدي في القرآن، بأن الله سرد قصة موسى " وسائر القصص القرآني " أكثر من مرة، وبأكثر من سورة، بل وحتى بأكثر من صيغة وأسلوب..
ولا توجد هناك قصة تشبه أختها في قوة الأسلوب وجزالة اللفظ، علماً بأن القصة واحدة، والمعنى والمغزى واحد..

ولا يوجد بشر على وجه الأرض يستطيع تأليف ذات القصة بأكثر من أسلوب، دون أن يخل بقوة الأخريات.

وفي هذا تحدي من الله للبشر بأن يأتوا بمثل هذا القرآن:
" قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا "
[ الإسراء : 88 ]
" فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ "
[ البقرة : 24 ]


***

التناقض ( 5 ):
" وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ "
[ الأعراف : 82 \ 84 ]
" وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ " .
[ العنكبوت : 28 \ 30 ]

فما الذي قاله قوم لوط إلى نبيهم؟
" أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ "
[ الأعراف : 82 ]
" ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ "
[ العنكبوت : 29 ]

الرد:

يحتمل في هذا رأيين..
أحدهما :
: ما حملته في قصة موسى، وأن الهدف هو المغزى، وتحدي للبشر بأن يأتوا بمثله بنفس قوته وجزالته.
وأن الهدف هو المغزى، وتحدي للبشر بأن يأتوا بمثله بنفس قوته وجزالته.
الآخر :
بأن لوطاً لم يلبث مع قومه يوماً واحداً، ولم يدعوهم في مجلس واحد..
بل تكرر ذلك تكراراً ومراراً، فكما لبث نوح في قومه مئات السنين، فكذلك لوط، وإن لم يكن مئات، فلتكن عشرات السنين وهو يدعوهم ليصرفهم عن تلك الفاحشة..

وفي كل مرة يجدد أسلوبه بنصحهم،
وهم بدورهم يردون عليه بأكثر من طريقة،

فتارة قالوا : " أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ " [ الأعراف : 82 ]
ليتحاشوا بذلك السماع إلى مواعظه وتذكرته.
وقالوا مرة أخرى: " ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ " [ العنكبوت : 29 ]
استكباراً وتكبراً وعناداً...

ولا تناقض بين القولين!



***


التناقض ( 6 ):
" وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ"
[ الأنبياء : 76 ]
ذكر الله هنا بأن جميع أهل نوح قد نجوا من الطوفان..
ولكن في الآية الثانية:
" قَالَ سَآوي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ "
[ هود : 43 ]
ذكر بأن أحد أولاده غرق!


الرد:

في هذه الآية أطلق الله كلمة " الأهل " على المؤمنين من أهل نوح فقط..
" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ "
وأهلك : أي المؤمنون من أهلك،، واستثنى الكافرين من " أهلك "

فابن نوح من هذا الاستثناء لقوله تعالى:
" قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ "
وليس ذلك لأنه ليس أبنه حقيقة، ولكن لكفره وتكبره، فاستحق الغرق مع الكافرين.

وقد تأتي كلمة " الأهل " بمعنى " المؤمنون "، وذلك في قوله تعالى:
" وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنْ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ "
[ الصافات : 75 \ 76 ]


***

التناقض ( 7 ):
" وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ "
[ الأنعام : 22 \ 23 ]
" يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوْا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمْ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا "
[ النساء : 42 ]
ففي الآية الأولى نرى انهم كتموا وفي الثانية انهم لا يكتمون …!

الرد:

نعود لآية سورة الأنعام مرة أخرى:
" وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمْ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ "
[ الأنعام : 22 \ 23 ]
حين يبعثهم الله يوم القيامة ويوبخهم على إشراكهم به ما ليس لهم به علم، يحلفون له بأنهم ما كانوا مشركين، ظناً منهم أنهم قادرون على النجاة والخلاص إن كذبوا على رب العباد!
وهو موافق لما قاله الله :
" يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ "
[ المجادلة : 18 ]

لنرجع سوية إلى سورة الأنعام ونقرأ الآية التي تليها:
" انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ "
[ الأنعام : 24 ]
كيف ضل عنهم ما كانوا يفترون؟
يأتينا الجواب في قوله تعالى:
" الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " [ يس : 65 ]

فهم بالبداية كتموا على أنفسهم اعترافهم بالشرك،
ولكن لم يكن ليغني كتمانهم شيئاً، فسرعان ما ختم الله على أفواههم وشهدت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون..

وبذلك يكون قوله تعالى:
" وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا "


***



التناقض ( 8 ):
" وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَالْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ "
[ يونس : 90 \ 92 ]
" وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْألْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لاظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَؤُلاء إِلا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لاظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا "
[ الإسراء : 101 \ 103 ]

هل فرعون غرق أم نجا من الغرق؟
أم أن فرعون في الآية الأولى ليس هو ذاته في الآية الثانية؟ ...

الرد:

هم يحاولون أن يجدوا تناقضاً في القرآن، وبأي وسيلة كانت.. مهما كانت تلك الوسيلة سخيفة!
وأجيبه:
بأن الله أطبق البحر على فرعون فغرق،
ثم أنجى الله بدنه " وهو ميت " ليكون لمن خلفه آية..

ويقال:
بأن الله قد أنجى بدن فرعون حتى لا يُظَن بأن فرعون قد صعد إلى السماء وجلس على كرسي عرشه،
إذ هو معروف زعمهم بأنهم يألهون فرعون، ويعتقدون بإعادة الروح إلى جسده ليصعد إلى مملكته الأبدية!
" إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ "
[ يونس : 66 ]
لذلك تجدهم يقومون بدفن الذهب والمجوهرات بل وحتى الغذاء مع الجثث الفرعونية...
ولكنها لن تغني عنهم من عذاب الله من شيء.
" وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ "
[ غافر : 45 \ 46 ]


***

التناقض ( 9 ):
"وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ"
[ فاطر : 11 ]
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ "
[ الحجر : 26 ]
" إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ "
[ الصافات : 11 ]
" خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ "
[ الرحمن : 14 ]
تراب ، أم طين لازب أم حمأ مسنون أم ماذا بالضبط …؟؟

الرد:

من أكثر الشبه المتداولة بين المواقع المسيئة للإسلام،
وهي شبهة خلق الإنسان..
ونسوا بأن القرآن يفسر بعضه بعضاً،،
ولا يجوز أن نأخذ بآية ونعمل بها ونغض النظر عن الآيات الأخرى..
بل هي آيات متسلسلة ومتتابعة، كما سنرى:
1- خلق الإنسان من تراب ، لقوله تعالى
" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ"
[ آل عمران : 59 ]
2- ثم جبلت تربتها بالماء فكانت طيناً وفي ذلك يقول رب العالمين :
" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا "
[ الأنعام : 2 ]
3- وكان الطين لازباً – أي لاصقاً – وهذا قول الله تعالى:
" إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ "
[ الصافات : 11 ]
4- ثم صار هذا الطين اللازب منتناً، فقال تعالى:
" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ "
[ الحجر : 26 ]
وفي لسان العرب: الحمأ : الطين الأسود المنتن.
5- وكان هذا الطين مخلوطاً بالرمل، فهو صلصال، فإذا جف، فهو الفخار، وهو قوله تعالى:
" خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ "
[ الرحمن : 14 ]
6- هذا خلق آدم، حتى إذا نفخ فيه الروح، جعل أبناء آدم يتكاثرون، وصار خلقهم من الماء وهو المني، وهو قوله تعالى:
" ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ "
[ السجدة : 8 ]
7- " ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ "
[ المؤمنون : 13 \ 14 ]



التناقض ( 10 ):
" فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ "
[ الشعراء : 32 ]
" وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ "
[ النمل : 10 ]
في الأولى أصبحت ثعبان ، وفي الثانية مجرد عصا تهتز كأنها جان .. والعصا المهتزة بالطبع ليست ثعبان…!
أليس كذلك …؟

الرد:

لا يا أخي ليس كذلك!
والأمر بسيط وسهل،

فالآية الأولى،
تخبرك عن العصا حين ألقاها موسى ، قد تحولت إلى ثعبان ضخم..
أما الآية الثانية،
تخبرك عن سرعة العصا المتحولة، وهي كسرعة الجان..

فمعجزة إلقاء عصا موسى جمعت بين ثعبان ضخم وكبير وسرعة حركته ونشاطه.


***


التناقض ( 11 ):
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "
[ آل عمران : 102 ]
" فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ "
[ التغابن : 16 ]
هل إن حق تقاته هو أقصى ما نملك من طاقة…؟!

الرد:

قال ابن مسعود عن تفسير كلمة " حق تقاته " :
أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.
وقال ابن عباس – رضي الله عنه:
ألا يعصى طرفة عين.

ولأن هذا الأمر لا يطيقه البشر ولا يستطيعون إليه سبيلاً خفف الله عن المسلمين..
فأنزل قوله تعالى:
"فاتقوا الله ما استطعتم"


***


التناقض ( 12 ):
" فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً "
[ النساء : 3 ]
" وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ "
[ النساء : 129 ]
… نستطيع أم لا نستطيع …؟؟
وطالما لا نستطيع فكيف يحق لنا أن نأخذ أربعة …؟؟

الرد:

لنرجع إلى تفسير كلاً من الآيتين لتعلم أخي أنك مخطئ في شبهتك المفترية!
ولنقرأ الآية الأولى كاملة حتى نفهم ويتضح لنا المعنى:
" وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا "
[ النساء : 3 ]
وتفسير هذه الآية:
إن خفتم ألا تعدلوا في يتامى النساء اللاتي تحت أيديكم (( بأن لا تعطوهن مهورهن كغيرهن )) فاتركوهن وانكحوا ما طاب لكم من النساء من غيرهن اثنان أو ثلاثة أو أربعة، فإن خشيتم ألا تعدلوا بينهن فواحدة.

نلاحظ أن الآية السابقة تكلمت عن العدل في إعطاء المهور..

ننتقل إلى الآية الثانية:
" " وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ "
[ النساء : 129 ]
وتفسيرها:
ولن تقدروا أيها الرجال على تحقيق العدل التام بين النساء ( في المحبة وميل القلب ) مهما بذلتم في ذلك من الجهد.
فقد يستطيع أياً منا أن يعدل بين زوجاته في مهورهن وأجورهن، ولكن تظل إحداهن أحب إلينا من الأخريات،

وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة...

***


التناقض ( 13 ):
" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
[ الرعد : 28 ]
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ "
[ الأنفال : 2 ]
وجلٌ أم طمأنينة …؟؟

الرد:

أخي الأصل في ذكر الله هو سكينة للقلب وهدوء واستقرار للنفس،

وقد أجريت تجربة لجزيئات ماء، كان قد سلط عليها صوت آيات قرآنية، فلاحظ الباحثون انتظام الجزيئات المائية بأشكال منتظمة..
في حين سلطوا عليها أغاني صاخبة، وجدوا أن الجزيئات قد تلاشى شكلها المعتاد، واصبحت مبعثرة لا رابط يجمعها..

أما في الآية الثانية:
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ "
فإنما وجلت خوفاً من الله ومن عذابه في الدار الآخرة، وأنه شديد العقاب، وأن أخذه أليم شديد..
وذلك قوله تعالى :
" وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ "
[ المؤمنون : 60 ]

فالآيتان السابقتان ليستا متناقضتين، وإنما هما حالتان من حالات القلب المختلفة..

ولكم تفسير الآيتين السابقتين
إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
قال العلماء : هذه الآية تحريض على إلزام طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به من قسمة تلك الغنيمة . والوجل : الخوف . وفي مستقبله أربع لغات : وجل يوجل وياجل وييجل وييجل , حكاه سيبويه . والمصدر وجل وجلا وموجلا ; بالفتح . وهذا موجله ( بالكسر ) للموضع والاسم . فمن قال : ياجل في المستقبل جعل الواو ألفا لفتحة ما قبلها . ولغة القرآن الواو " قالوا لا توجل " [ الحجر : 53 ] . ومن قال : " ييجل " بكسر الياء فهي على لغة بني أسد , فإنهم يقولون : أنا إيجل , ونحن نيجل , وأنت تيجل ; كلها بالكسر . ومن قال : " ييجل " بناه على هذه اللغة , ولكنه فتح الياء كما فتحوها في يعلم , ولم تكسر الياء في يعلم لاستثقالهم الكسر على الياء . وكسرت في " ييجل " لتقوي إحدى الياءين بالأخرى . والأمر منه " إيجل " صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها . وتقول : إني منه لأوجل . ولا يقال في المؤنث : وجلاء : ولكن وجلة . وروى سفيان عن السدي في قوله جل وعز : " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " قال : إذا أراد أن يظلم مظلمة قيل له : اتق الله , ووجل قلبه .

وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكره . وذلك لقوة إيمانهم ومراعاتهم لربهم , وكأنهم بين يديه . ونظير هذه الآية " وبشر المخبتين . الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " [ الحج : 34 , 35 ] . وقال : " وتطمئن قلوبهم بذكر الله " [ الرعد : 28 ] . فهذا يرجع إلى كمال المعرفة وثقة القلب . والوجل : الفزع من عذاب الله ; فلا تناقض . وقد جمع الله بين المعنيين في قوله " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله " [ الزمر : 23 ] . أي تسكن نفوسهم من حيث اليقين إلى الله وإن كانوا يخافون الله . فهذه حالة العارفين بالله , الخائفين من سطوته وعقوبته ; لا كما يفعله جهال العوام والمبتدعة الطغام من الزعيق والزئير ومن النهاق الذي يشبه نهاق الحمير . فيقال لمن تعاطى ذلك وزعم أن ذلك وجد وخشوع : لم تبلغ أن تساوي حال الرسول ولا حال أصحابه في المعرفة بالله , والخوف منه , والتعظيم لجلاله ; ومع ذلك فكانت حالهم عند المواعظ الفهم عن الله والبكاء خوفا من الله . ولذلك وصف الله أحوال أهل المعرفة عند سماع ذكره وتلاوة كتابه فقال : " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين " [ المائدة : 83 ] . فهذا وصف حالهم وحكاية مقالهم . ومن لم يكن كذلك فليس على هديهم ولا على طريقتهم ; فمن كان مستنا فليستن , ومن تعاطى أحوال المجانين والجنون فهو من أخسهم حالا ; والجنون فنون . روى مسلم عن أنس بن مالك أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه في المسألة , فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال : " سلوني لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم ما دمت في مقامي هذا " . فلما سمع ذلك القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر . قال أنس : فجعلت ألتفت يمينا وشمالا فإذا كل إنسان لاف رأسه في ثوبه يبكي . وذكر الحديث . وروى الترمذي وصححه عن العرباض بن سارية قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون , ووجلت منها القلوب . الحديث . ولم يقل : زعقنا ولا رقصنا ولا زفنا ولا قمنا .

أي أنه يجب على المؤمن أن يكون كالطير رأسه الإسلام وجناحه الأيمن الرجاء والأيسر الخوف ويحلق بهما فمتى ما أنقطع الرأس مات الطير ومعناه أن الإنسان عاش بدون إسلام فهو كالميت ومتى ما قطع جناح أختل طيران الطير أي أن يجب على الطير الموازنه بين أجنحته كي يطير بإنتظام وسلامه فلا يغلب جزء عن جزء فيهلك .
التناقض ( 14 ):
" وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ قُبُلا "
[ الكهف : 55 ]
" وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولا "
[ الإسراء : 94 ]
فما الذي منع الناس من الإيمان؟ أم يأيتهم العذاب عيانا؟

الرد:

هذا ليس تناقضاً بين الآيات.. بل الأية الأولى هي نتيجة للآية الثانية....
فحين بعث الله رسولاً بشراً، لم يكونوا ليؤمنوا، فقالوا :
" وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ "
[ المؤمنون : 34 ]
" فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ "
[ القمر : 24 ]

وحين لم يؤمنوا بمن بعثه الله إليهم، طلبوا منه آيات تثبت صدق بعثته من عند الله، فقالوا:
" ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ "
[ العنكبوت : 29 ]
" فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ "
[ الأعراف : 70 ]


***


التناقض ( 15 ):
" لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ "
[ البلد : 1 ]
" وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ "
[ التين : 3 ]
في الآية الأولى لم يقسم الله بالبلد، أما في الآية الثانية فقد قسم الله به!!

الرد:

ومن قال لك بأن الله لم يقسم بالبلد في أول آية من سورة البلد!!
من المعروف أن القرآن قد نزل بلغة العرب،
و " لا " فى مثل هذا التركيب، يرى المحققون أنها مزيدة للتأكيد،

فيصبح المعنى " أقسم بهذا البلد "


***



التناقض ( 16 ):
" وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ "
[ النحل : 103 ]
والمبين هو الذي لا يحتاج إلى تأويل ..!
لكنه في آية أخرى يقول:
" وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ "
[ آل عمران : 7 ]
وأنه:
" وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ "
[ آل عمران : 7 ]
فهل القرآن مبين أم غير مبين؟ أهو قابل للتأويل أم لا؟
وإن لم يكن كذلك فما الجدوى من نزوله ومن العارف بالتأويل ، ومن يقول أن هذا التأويل هو السليم ، وماذا لو اختلفت التآويل …؟؟؟

الرد:

دعنا نأخذ الآية الثانية التي ذكرتها كاملة:
" هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الْأَلْبَابِ "
[ آل عمران : 7 ]

ونبدأ ببسم الله بتفسير الكلمات التي تجد فيها لبساً عندك!

" وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " :
قرآن عربي في غاية الوضوح والبيان.
" آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ":
آيات واضحات الدلالة ( هن أصل الكتاب الذي يرجع إليه عند الاشتباه، ويرد ما خالفه إليه )
" وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ":
آيات تحتمل بعض المعاني، ولا يتعين المراد منها إلا بضمها إلى المحكم ( آيات اصل الكتاب )،

ولا يعلم حقيقة هذه الآيات إلى الله، وما تشابه من آياته يرد إلى محكمه، وإنما يفهم معانيه على وجهها الصحيح أولو العقول السليمة.

والخلاصة أن أصل القرآن كتاب عربي واضح لا لبس فيه، والآيات المتشابهة ترد إلى الآيات المحكمة، وتفسر على أساسها، ولكن لا يعلم حقيقة معاني هذه الآيات إلا الله وحده..


***



التناقض ( 17 ):
" وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ "
[ البقرة : 168 \ 169 ]
وفي آية أخرى:
" قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ "
[ الأعراف : 28 ]
وهذا هو القول الحق فجميع الأديان تعترف بان الفحشاء هي من عمل روح الشر أو ما نسميه بالشيطان …!
لكن أسمع ما يقوله الله في هذه الآية:
" وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا "
[ الإسراء : 16 ] .
والآمر بالفسق هو أمر بالفحشاء وإهلاك أهل القرية من اجل أن مترفيهم فقط فسقوا فيها كما أمروا هو ظلم محض ، لا يمكن أن يرتكبه الله …!

أين العقل الذي يصدق أن الله يهلك الناس بتلك الوسائل الدنيئة ، فيأمر بالفسق والفحشاء للوصول إلى ما يريد ؟

قد يكون جائزاً أن نقول :
( تخلينا عنها وتركناها لمترفيها ففسقوا فيها )
أما أن يأمر الله مترفيها فيفسقوا بها فهذا غير لائق بالمرة لان الله سبحانه لا يأمر بالفحشاء
كما ذكر في [ الأعراف : 28 ]

الرد:

رغم الكلام الشديد والإفتراء على الله والتطاول عليه..لا بأس..
فكل هذا لأنه ما فهم معنى الآية التي على أساسها افترى الكذب على الله..
فقوله تعالى:
" وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا "
[ الإسراء : 16 ] .
أي: وإذا أردنا إهلاك أهل قرية لظلمهم ( أمرنا مترفيهم بالطاعة )، وأمرنا بذلك من هم تبع للمترفين، فعصوا المترفون ربهم، وتبعهم القوم، فحق عليهم القول بالعذاب الذي لا مرد له، فاستأصلناهم بالهلاك التام.

يتضح لنا من التفسير الحق للآية بأن الله لم ولن يأمر بالفحش،،
وإنما أمر بالطاعة، فعصى القوم ربهم، فأخذهم بعصيانهم!


***

التناقض ( 18 ):
" وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ "
[ غافر : 23 \ 25 ]
فالواضح من هذا الكلام أن فرعون لم يأمر بقتل أبناء اليهود إلا بعد ما جاءه موسى بالحق …!!
ولكنة يقول في آية أخرى:
" إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنْ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ "
[ طه : 38 \ 39 ]
معنى هذا أن فرعون أمر بقتل أبناء اليهود وموسى لما يزل طفلاً ولم يأتي الوحي بعد ، بينما في النص أعلاه أمر بقتله حين جاءه موسى وهو شابٌ قوي البنيان مكتمل الرجولة وداعياً لربه بلسانٍ فصيح ، لا لسان طفل …!

فأي النصّين أحق بالتصديق؟
أم إن هناك أكثر من موسى واحد وأكثر من مجزرةٍ واحدة بحق اليهود …؟؟

الرد:

أ

في المرة الأولى حين أمر فرعون بقتل الذكور ، كان قد رأى في منامه كأن ناراً أقبلت من نحو بيت المقدس، فأحرقت دور مصر وجميع القبط ولم تضر بني إسرائيل..
فلما استيقظ هاله ذلك، فجمع الكهنة والسحرة، وسألهم عن رؤياه، فقالوا له : هذا غلام يولد من هؤلاء " أي من بني اسرائيل " يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه .
فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد لبني إسرائيل . فجعل هناك قوابل ورجال يدورون على نساء بني إسرائيل ويعلمون ميقات وضع الحوامل ، فإن كان ذكراً قتل ، وإن كانت أنثى تركت .

وقد عرفنا كيف نجا موسى من القتل، بأن وضعته أمه في تابوت وألقته في اليم إلى آخر القصة..

قد يسأل أحدهم:
إن كان فرعون يقتل جميع ذكور بني إسرائيل، وأن موسى قد نجا بحادثة التابوت التي ذكرت في القرآن،، فكيف نجا نبي الله هارون!
وأقول:
مع استمرار قوم فرعون في قتل الذكور، خشي الأقباط إن هم قتلوا كل مولود ذكر، أن لا يجدوا من يخدمهم ، ويتولوا هم القيام بالأعمال التي كان يقوم بها بنو إسرائيل .
أي يتحولوا من مخدومين إلى خدم!
ولذلك شكوا إلى فرعون ذلك الأمر، فأمر فرعون بقتل الذكور سنة، وأن يترك قتلهم سنة . فولد هارون بن عمران في عام المسامحة...

هذه المرة الأولى، أما المرة الثانية، فحين آمنت بنو إسرائيل بموسى بعد أن أراهم آيات ربه، فقال السادة والكبراء من قوم فرعون لفرعون:
" أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ " [ الأعراف : 127 ]
فأجابهم فرعون:
" سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ " [ الأعراف : 127 ]

فكما رأيت بأن هناك " مجزرتين " لليهود إن صح التعبير في زمن موسى، وليس أكثر من موسى كما قلت!!


***


التناقض ( 19 ):
" لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ "
[ البقرة : 256 ]
، وبالمناسبة هذا ما يرفعه الأشياخ في معرض الدفاع عن الإسلام والتهدج بسماحته ، لكن في نفس السورة وفي آيةٍ أخرى يقول ربك :
" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ "
[ البقرة : 193 ]
والمراد بالفتنة هنا كل دين يخالف الإسلام .

الرد:

وهذه أيضاً من الشبه المتداولة جداً بين المواقع المسيئة..
وأعيد قول الآية " لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ "..
فدخول دين الإسلام لا يكون غصباً ولا رغماً..

أما عن الآية الثانية التي أشرت إليها، فدعنا نعرض السياق الذي أتت به، لنعلم ما المقصود منها:
" وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنْ الْقَتْلِ وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم ٌوَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلا عَلَى الظَّالِمِينَ "
[ البقرة : 190 \ 193 ]

نجد من الآيات السابقة بأننا مأمورون بقتال الذين يقاتلوننا والذين اعتدوا علينا وأخرجونا من ديارنا.
أما الذين لم يقاتلونا، وكفوا أيدهم عنا وأعلنوا السلم، فأولئك نحن مأمورون بالأحسان إليهم والتلطف بالكلام معهم،

كما قال تعالى في آية أخرى:
" لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ "
[ الممتحنة : 8 \ 9 ]

ولكن إن كنا مأمورون بالإحسان إليهم، فلا يعني ذلك أننا نجبرهم على الإيمان، ولا نجبر الذين يقاتلوننا حتى!
وما نقاتلهم إلا دفاعاً عن الإسلام وإعلاء رايته، لا إجباراً وغصباً كما ادعيت!


التناقض ( 20 ):
يقول الربّ بلسان السيد المسيح:
" وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا "
[ مريم : 33 ]
بمعنى أن المسيح مرّ بكل المراحل التي نمر بها نحن البشر حسب كل العقائد الدينية ( بما فيها أديان الشرق القديم التي سبقت اليهودية والمسيحية والإسلام ) ،
وهنا لا غبار على القول ، لكن فجأةٍ وفي سورة النساء 157 ، يقول الرّب بلسانه:
" وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ "
[ النساء : 157 \ 158 ]
، أي إنه رُفع حياً ولم يقتل أو يموت ، وهذا يناقض الآية الأولى!

الرد:


أما لو كنت تعلم بأن من علامات الساعة الكبرى نزول السيد المسيح على المنارة البيضاء في دمشق، وأنه سيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ثم يصلي بالناس، ثم يموت ويدفن، بل ويصلى عليه..

وهذا هو معنى الآية " وَيَوْمَ أَمُوتُ " ،
أي أموت بعد أن أنزل إلى الدنيا، وهي علامة من علامات الساعة الكبرى،
وحين ينفخ في الصور يبعث مرة أخرى مع من بعث،
وذلك قوله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الصمت
..............
..............
عاشق الصمت


عدد المساهمات : 274
تاريخ التسجيل : 30/10/2008
الموقع : www.godslove.yoo7.com

الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات    الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات  I_icon_minitimeالأحد يوليو 17, 2011 7:37 pm

عوضا حبيبى عن كل الايات التى سردتها والتى تكلمت عنها فارجوك تقرا الموضوع الاصلى عن التناقض فى بعض ايات القران وتوف عن نفسك كل هذا التعب فالموضوع نطروح من قبل ودارت حوله نقاشات كثيرة وطبعا المناقاشات كانت بينى وبين مجموعة من السلمين وشوف الردود يا اخى
https://godslove.yoo7.com/t110-topic
ده الرابط بتاع الموضوع وربنا يفتح عينك عالحقيقة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://godslove.yoo7.com
 
الرد على من قال أن في القرآن الكريم متناقضات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بعض من متناقضات القران جزء 1
» ماهو الرد على شبهة ان الله تعالى لا يهدى كلا من : الظالمين و الكافرين و الفاسقين ؟؟؟؟؟
» أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن
»  العداوة بين المسيحيين النصارى في القرآن
»  حقيقة المسيح عليه السلام كما ذكرها القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: «°•.¸ :: منتدى الحــــوار :: ¸.•°» :: منتدى شبهات وردود-
انتقل الى: